رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الشعب يريد:

تابعت بكل التقدير المؤتمرات التى تعقد على مدار السنوات والأيام لبحث أمور الشأن العام.. بدءاً من تطوير الخطاب الدينى وحتى مشاكل الإسكان وتصنيع الدواء.. وليسمح لى القارئ بإبداء بعض الملاحظات  ومنها أولاً أن كل هذه المشاكل يتم بحثها بالمكاتب المكيفة ويعد لها بمعزل تام عن أبناء الشعب فى جو هادئ يستمع فيه المجتمعون لأنفسهم فقط.. ويتحدثون وكأنهم يبحثون شأنهم هم ومن إستضافوهم وليس الشأن العام.. كيف أناقش تطوير الخطاب الدينى دون سماعى لهذا المفهوم لدى كل مواطن على أرض مصر وهنا أقصد بكل مواطن عينة علمية صادقة فى تمثيلها لفئات وعينات صادقة للشعب المصرى بخصائصه السكانية وبنسبة الأمية على الأرض الطيبة والتى بلغت  طبقاً للإحصائيات «28٪» بين السيدات أى بين الأمهات اللاتى يقدمن للوطن شباب المستقبل.. كيف أخطط وأناقش وأستضيف المسئولين ولا يمثل الشباب وطلاب الجامعات والمدارس فى هذا الحوار؟ وهل سوف ننفذ ما نقوله بأسلوب المطار السرى؟ وهل نعمل بمعزل عن كل هؤلاء ونضمن النجاح؟ ناهيكم عن مشاكل صناعة الدواء وتداوله وتوافره.. هل يمكن مناقشة هذه الصناعة دون معرفة حلقاتها وأساسها وطبيعة القائمين عليها؟ أم أننا نساوى بينها وبين صناعة السيراميك والرخام والسجائر والدخان؟

هل يمكن أن يتوقف كاتب كبير أو عالمة مرموقة أمام الحجاب والنقاب والبنطلون المقطع كل هذه الفترات التى تخصم من عمر الوطن وتقدمه؟

هل تم أى حوار تحت أى درجة من الاهتمام مع منتقبة أو محجبة أو عارية تضيع وقت الشباب بنشر صورها بصفة شبه يومية على النت!

أتذكر حدثاً كان مضحكاً للغاية حيث اتفق أعضاء أحد فروع المجلس القومى للمرأة بإحدى المحافظات لمناقشة قضية «الفقر فى الأسرة المصرية وكيفية علاجه» وكان على كل الأعضاء تقديمه مقترحات  لإصلاح أوضاع تلك الأسر بصفة عاجلة واختار أعضاء فرع إحدى المحافظات فندق «الفورسيزون» لعقد الاجتماع وكان على إفطار رمضانى حافل ومبهج وعلى حساب الأعضاء أنفسهم ويومها كنت فى حيرة أكتب كصحفية عن زملائى ـ خارج القاهرة ـ الذين تناسوا عنوان الموضوع وفلسفته ولم يخرجوا من عباءتهم لمستوى الفقراء؟ وهنا سوف أزيد الفقراء هماً وغماً فى شهر كريم معظم.. وقلت لهم إن تكلفة اجتماعكم بفندق كبير كان سيسعد منطقة عشوائية كاملة بإفطار يشارك فيه البعض وسمعتم وعلمتم ودرستم وقدمتم  المختصر المفيد ولكن مازال تجاهل أصحاب المشاكل نهراً يجرى وأصحاب الميكروفونات  والأقلام والطموحات يجرى بخطى أسرع و فى النهاية نقابل جميعاً السراب.

وأتساءل هل لو الرئيس عبدالفتاح السيسى اكتفى بالمناقشات المكتبية داخل القاعات مع المسئولين والإعلام الكُتاب الذين للأسف الشديد أصاب البعض منهم ـ البعض فقط ـ انفصال شبكي أبعدهم عن المواطن كنا رأينا هذه الإنجازات؟ هل لو أن الرئيس السيسى لا يقابل الشباب وبصفة دورية مستمرة ولا ينزل للصيادين والأئمة والعمال وفئات كثيرة من الشعب يستمع لهم ويعرف مطالبهم وأحياناً كثيرة يناقش  البعض  ويسمعه ويرد عليه كان هذا هو الحال؟ أعرف أنه رجل مخابرات من الطراز الأول ولكن الصحفى والإعلامى له نفس القدرة على الاستماع والحوار ورحم الله أستاذنا جلال الدين الحمامصى مهندس الصحافة عندما كان يقول لنا إن الصحفى يستمع ويلتقى كلا من الخفير والوزير وكلما عاش مع الناس أحرز نجاحات، اتركوا المكاتب فلن تسمعوا فيها إلا أنفسكم.

رحم الله أساتذتنا جلال الحمامصى والذى تحل ذكراه الشهر القادم والكاتب الكبير إبراهيم سعدة الذى تحل ذكراه اليوم.. ورحم الله من مات وهدى من بقى.