رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

نعانى من آفة ظاهرة وواضحة بدت ملامحها وأعراضها تظهر على الشخصية المصرية بصورة مخيفة وخطيرة خاصة بعد ثورة يناير 2011 وحالة الاستقطاب التى سادت المجتمع المصرى منذ تلك الثورة التى غيرت فى تكوين المجتمع والشخصية وكذلك النظام السياسى والاقتصادى لمصر وهذه الآفة هى التعصب الفكرى بصورة غير مسبوقة حول المصريين إلى أقطاب وأحزاب ليست سياسة ممنهجة لها مقرات وبرامج سياسية وإنما هى أحزاب عشوائية للمصريين الذين يقسمون أنفسهم إلى مؤيد أو معارض لفكر أو سياسة أو عقيدة أو نادى كرة إلى هذا الحد قد وصلنا وإذا قلنا إن التعصب السياسى قد تحول إلى تعصب دينى فإن التصفية صارت على المحك لأننا حقًا نعيش حالة من الاستقطاب الدينى حول الأمر إلى أن من يختلف أو يحاول أن يفكر أو أن يبحث أو أن يعبر عن رأيه من منطلق حرية الرأى والتفكير وحق الإنسان المشروع فى أن يكون حرًا ما لم يضر وما لم يدمر وما لم يهدد الأمن والسلم الاجتماعى والسياسى للوطن نجد أن قوانين ازدراء الأديان مازالت تُفعل ومن حق أى محامٍ أو شخص أن يرفع قضايا ويهدد المفكرين والباحثين وحتى قضايا المرأة والأحوال الشخصية مازالت ونحن فى عصر الأقمار الصناعية والذكاء الاصطناعى وحقوق الإنسان وقوانين الأمم المتحدة مازالت تلك القضايا لم تحسم ولم نصل فيها إلى قرار وقانون نافذ لا يتغير مع تغير سياسة الوطن ومن يتولى رئاسة الأزهر الشريف ولجان الفتوى وإن كانت السعودية قد فتحت أبوابها إلى المطربين والمطربات وإقامة الحفلات ومنع تأشيرات دخول إلى الأراضى المقدسة وليست تأشيرات عمرة وحج أى أن السعودية تتجه بقوة نحو أن تكون دولة مدنية وليس فقط مهبط للوحى والرسالة السماوية وقِبْلةَ المسلمين فى الكعبة المشرفة بيت الله الحرام فإن العديد من الممنوعات والمحظورات فى المملكة السعودية فى طريقها إلى الزوال شِئنا أم أبيِنا ولكن نحن فى مصر وعلى الرغم من حضارتنا الإنسانية والممتدة إلى عمق الآف السنين نجد أننا قد أصبحنا فى حالة من التشدد الفكرى والعقائدى حتى إخواننا الأقباط لديهم أيضًا ذات التوجه، وإن كان هناك صراع بين المذاهب وبين الأفكار الحرة والكنيسة فإن هناك أيضًا حالة من الترقب الفكرى والتربص العقائدى بين الذين يملكون أفكارًا وتوجهات حرة تنادى بالحقوق الخاصة بالمواطنة التى لا تفرق بين المواطن المصرى و بين النوع أو العقيدة أو الجنس فإن هذا المبدأ الدستورى بكل أسف أصبح اليوم يعانى من انفصاله عن الواقع وعن توجه العديد من المفكرين والسياسين وأيضاَ المسئولين، فما بالنا بالمواطن العادى البسيط الذى صار فى حالة غضب وترقب وعدوان لفظى على كل من يختلف معه حتى على ركنة عربة أو التسابق فى طابور خدمات حكومية أو السير فى طريق عام وعلى صفحات التواصل الاجتماعى كم غير مسبوق من النقد والتطاول واستخدام ألفاظ خادشة للحياء بمجرد الاختلاف حول صورة أو فكرة أو حتى خبر منقول ولكأن من نقل الخبر كحامله! وفى برنامج على إحدى القنوات الخاصة كانت المذيعة تحاور رئيس جامعة الأزهر وتسأله عدة أسئلة حول تطوير المناهج، وخاصة العقيدة والشريعة فكان رده فى البداية هادئًا مبتسمًا بصورة فيها نوع من السخرية بالمُشاهد وبالمذيعة ثم غاضبًا رافضًا للإجابة، وقال: أنا أتكلم من الناحية الإدارية وليس العلمية، وهذا أمر فى شدة الغرابة لأن رئيس جامعة علمية أكاديمية لا يمكن أن يكون موظفًا وإنما لديه من الحُجة العلمية والفكرية ومنهجية البحث ما يمكنه من الرد على أى سؤال من الواجهة العلمية دون دخول فى تفاصيل.. وهذا دليل على أنه لا يقبل النقد أو الاختلاف حتى حين ذكر الطلاب فى تقرير إعلامى أنهم لديهم بعض المشكلات الطلابية خاصة بالسكن والمرور والمناهج..علينا أن نتعلم ثقافة الاختلاف حتى نَصِح مجتمعيًا ونفسيًا وإنسانيًا.