رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوال مصرية:

كشفت ثورات الربيع العربى فى موجتها الأولى 2010 ـ 2011 وموجتها الثانية فى 2018 ـ 2019، تطلع الشعوب العربية إلى الحرية والخبز والعدالة ورغبتها العارمة فى محاربة الفساد أملاً فى تحقيق الاصلاح السياسى والاقتصادى والاجتماعى الحقيقى، كما كشفت تلك الثورات أيضاً المؤامرات الدولية والاقليمية لتفتيت العالم العربى وتقسيمه تارة تحت مسمى الشرق الأوسط الجديد وتارة أخري تحت مسمى الفوضى الخلافة كما ذكرت كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية الأسبق وشيمون بيريز رئيس وزراء إسرائيل  الأسبق استغلتها قوى اقليمية هى تحديداً ايران وتركيا واسرائىل وإثيوبيا لتحقيق أحلامها كل على حده. لنبدأ بإيران التى استغلت ثورات الربيع العربى لنشر المد الثورى الايرانى خارج حدود ايران، وقد قامت طهرن فعلاً بالتغلغل فى العراق وسوريا ولبنان واليمن ناهيك عن أطماعها فى أفريقيا والبحر الأحمر، زاد الأمر خطورة بعد إعلان أمريكا تخليها عن الاتفاق النووى مع ايران فى عهد ترامب ومع انسحاب أمريكا من الشرق الأوسط  تدريجياً لمواجهة النفوذ الصينى للسيطرة على النظام الدولى وبات على العرب الجلوس مع ايران والتفاوض معها فى القضايا الخلافية بديلاً عن الحرب معها التى تضر بالعرب وايران معاً.

بخلاف ايران، كشفت  ثورات الربيع العربى أطماع تركيا القديمة فى إحياء الخلافة العثمانية على يد أردوغان لذا رأينا الغزو التركى لشمال شرق سوريا وسيطرة تركيا على نهر الفرات ومحاولتها التحرش باليونان وقبرص تحت زعم الحفاظ على ممتلكاتها من الغاز الطبيعى ولولا وقوف مصر مع تلك الدولتين لربما تطورت الاطماع التركية الى محاولة السيطرة على حقول الغاز فى البحر المتوسط، كما دعمت تركيا ولازالت جماعات الاخوان المسلمين وتولت حمايتهم ورعايتهم بعد اقصاء مُرسى عن الحكم فى 2013 كما دعمت تركيا ايضاً حكومة السراج فى ليبيا المناوئة لخليفة حفتر حليف مصر الذى سيطر على بنغازى بغرض تطويق النفوذ المصرى فى ليبيا، كما قامت تركيا بانشاء قاعدة عسكرية فى سواكن بالسودان ولولا سيطرة مصر على البحر الأحمر واندلاع الثورة فى السودان التى أقصت البشير لربما تطورت الأمور الى مواجهة عسكرية مصرية ـ تركية فى البحر الأحمر، باختصار تركيا تحاول احياء أمجاد الخلافة العثمانية ولكن ثورة 2013 فى مصر قضت على تلك الأحلام تماماً.

الى جانب تركيا كشفت ثورات الربيع العربى أطماع اسرائيل القديمة من النيل الى الفرات، ولكن توقيع اتفاقية السلام مع مصر جعل الاطماع الاسرائيلية تقتصر على حدودها الشرقية والشمالية بدلاً  من الجنوبية لذا وجدنا اسرائىل تقوم تحت مباركة ودعم امريكا بضم الجولان نهائيا اليها ونقل السفارة الأمريكية الى القدس وجعلها عاصمة لاسرائىل كذلك تحركت اثيوبيا بعد اندلاع ثورة 2011 فى مصر لاحياء حلمها القديم بانشاء سد النهضة الذى كان يسمى سد الألفية وقد تفاقمت المفاوضات بين أديس أبابا والقاهرة حول فترة ملء السد وسعته التخزينية بعد ان كشفت اثيوبيا أحلامها القديمة بالسيطرةعلى مياه النيل وهو ما ترفضه كل المواثيق الدولية.