رؤيـة
انتشر على صفحات التواصل الاجتماعى «بوست» لصورة فوتوغرافية تجمع تقريبًا معظم القيادات الدينية والروحية الأبرز والأكثر شهرة التى تمثل معظم الأديان والمعتقدات فى العالم بما فيها المعتقدات الأرضية غير التى أطلق عليها الديانات السماوية.. والصورة كبوست كتب عليه صاحبه: «طبعًا كل واحد فيهم يعتقد متأكدًا أنه وأتباعه فقط هم أهل الجنة، والآخرون فى الجحيم».
والحكاية حدوتة قديمة ومعلومة عرفها عنهم (رجال الدين) أتباع كل من ظهروا فى الصورة بشكل مباشر أو عبر نظرية «الهجوم على عقائد الآخر والتحقير من قدرها ورسائلها خير وسيلة للدعوة أو التبشير للأسف، لكن ما راعنى فى الحدوتة هنا، هو رد فعل أهل البيت الفيسبوكى عقب رؤيتهم للبوست.. نعم ذلك البيت الافتراضى بكل سكانه، أو حتى من لا يغادرون الكنائس والمساجد من أهل الاحتياج الدائم للمشورة والفتوى.. معظم هؤلاء لفت نظرهم رؤية تلك التجميعة وأثارهم ذلك التعليق الخبيث المفجر للكثير من علامات الاستفهام والتعليقات على سبيل التنكيت والتبكيت، والتى منها وبحروفهم:
< ساخرًا="" «ولا="" حد="" منهم="" ها="" يعتبها،="" أو="" انا="" بس="" اللى="" ها="" ادخل="" الجنة="" الأول="" واقفل="" الباب="">
< وكل="" واحد="" فيهم="" بيمثل="" وبياخد="" التانيين="" على="" أد="" عقلهم="" فى="">
< أغرب="" ما="" فى="" الموضوع="" انهم="" رغم="" كل="" ما="" سبق="" ذكره،="" ينادون="" بتوحيد="" الأديان="" والعمل="">
< الجنة="" للجميع="" ولا="" يملك="" أحد="" مفاتيحها="" كى="" يمنح="" أو="">
< تجديد="" الخطاب="" الإنسانى="" ولا="" تقل="" الدينى..="" احنا="" جربناهم="" ولم="">
< الفكرة="" مش="" فى="" الصورة="" والأشخاص="" بعينهم="" لكن="" فى="" رمزيتها.="" كمدلول="" عن="" سيطرة="" فكر="" ورؤية="" رجل="" الدين="" على="" ثقافة="" الشعوب="" المتواضعة="" فكريا="" وثقافيا="">
< لو="" بعدوا="" عن="" الناس="" وسابوهم="" فى="" حالهم،="" أو="" ربما="" يجد="" معظم="" الناس="" طريق="" الملكوت،="" فمنهم="" للأسف="" أراهم="" المعوق="" لعمل="" الله="" مع="" الناس="" ليرشدهم="" للحياة="">
< لكن="" الصورة="" يبان="" انها="" تعنى="" التعايش="" لكن="" العبارة="" المكتوبة="" تشير="" لمدى="" خضوع="" الشعوب="" البسيطة="" ثقافيا="" لرأى="" رجل="">
< كل="" واحد="" يظن="" انه="" على="" حق="" والشعوب="" هى="" اللى="" بتدفع="" تمن="">
ويحضرنى، عزيزى القارئ أن أذكر بمثال أن قوانين الأحوال الشخصية للمسيحيين كان لها تطبيقات ورؤى للتطبيق تباينت إلى حد العكس من زمن حبرية بطريرك إلى حبرية من بعده، وذلك لأمور ومعطيات فرضها الواقع ومتغيراته، وهى متغيرات لا تتماس أو تتشابك مع العقائد أو تنال منها.
وفى هذا السياق، وكمثال، أكد النائب البرلمانى محمد أبو حامد، أن مؤسسة الأزهر ليست جهة تشريع، ولا يحق لها تقديم مشروعات قوانين.. لا أحوال شخصية ولا غيره، مشددًا على أن «مصر دولة مدنية» وليست دولة دينية، وطبقاً للدستور الأزهر يبدى فقط وجهة نظره الدينية تجاه مشروعات القوانين.
ويا رجال الدين فى كل الدنيا دوركم عظيم.. فلنلزم جميعنا مواقعنا المعدة لعملنا المحدد.. أرجوكم دعونا نحبكم أكثر.