رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

لا ريب أن «الكلمة» حين تفقد مصداقيتها وحيويتها ككائن حى متجدد فى مجتمع ما، فإن هذا يعنى أن أهل الإبداع فيه يرتكبون أخطر كوارث زمانهم، لأن معنى هذا أننا بصدد تزييف واقع قد يبعدنا عن كل مسارات التقدم، بل والانزلاق إلى هوة عميقة عبر منحدرات التغييب والتوهان..

ومعلوم أن للنقد الذى نعنيه هنا العديد من المعانى، فهو يعنى التنقد أو الانتقاد بمعنى «انتقاء الأصيل من الزائف» وتعددت المعانى والمرادفات لكلمة النقد فى اللغة العربية إلى أن التقت جميعها حول معانى «النظر والفحص والتمييز»، وما ينتج عن هذا النظر والفحص من اكتشاف للعيوب والخبايا وانتقاء الجيد والحكم على الردىء.

لا ريب أن الناقد المعاصر بات فى حاجة إلى بعض المؤهلات والقدرات الخاصة التى تؤهله لممارسة العمل النقدى الموضوعى، ومن أهم هذه القدرات هى مخزونه الفطرى الذى يمارسه بموهبة خاصة تحرضه على التفكير النقدى بدأب وحماس بعيدًا عن الأهواء والميول الشخصية، وبطاقة وجدانية تقترب به من منطقية الإدراك وعقلانيته، وصولًا فى النهاية إلى نتائج مفيدة وقراءة واعية شاملة، فالنقد عملية علمية تتضمن التحليل المنطقى للعمل الفنى وعناصره، وكذلك التعليل لمدى الحكم على نجاح العمل أو فشله ببراهين ورؤى تبرر اتجاه النقد باستخدام مدرسة النقد التى يراها قابلة للتطبيق فى كل حالة..

يبدو أن النقد الأدبى والفنى بات مُستباحًا ومُتاحًا لكل عابر سبيل، ولم لا ووسائل الإعلام عايزة تحمى وتسخن « فُرن الإثارة والاسترزاق «وأهى عادة يا عباد الله ولا يقطع لكم عادة وبشكل خاص فى أزمنة مواسم الإنتاج والعرض للأعمال الفنية والدرامية كمواسم أجازات نصف العام والصيف والأعياد وموسم «سنوية شهر رمضان المبارك»، وعندنا البضاعة النقدية جاهزة للتقطيع والتعليق وإطلاق الافتكاسات الساذجة التقليدية والاتهامات الموسمية السابقة الطبخ بمجرد رؤية مُقدمات وإعلانات الأعمال، وأثناء عرض الحلقات الأولى بنفس ذات الكليشهات وعلى لسان نفس أشاوس الدفاع عن شرف البيت المصرى، وصون تعاليم الأديان وصحيحها، والزود عن أصول التربية والتنشئة، وقدسية المهن وآدابها وتقاليدها وحُرمات انتقادها، وقواعد الفن النظيف (المتشطف يعنى)، وسمات الجدعنة الصعيدية، والكرم الشرقاوى، والنباهة المنوفية، والحرص الدمياطى... وقائمة طويلة هى أصناف لوجبة شهية يقبل عليها فرحًا شباب الإعداد الإذاعى والتليفزيونى وكُتاب التقارير الإخبارية لصفحات الفن والمهيصة والفرفشة..

وفى مقابل وجود تلك الميلشيات السنوية وأشاوس مدرسة «النقد على ما تفرج» لا يوجد لدينا سوى عدد محدود من النقاد المحترفين المؤهلين للتفاعل الجاد والمُفيد مع كل أطراف العملية الإبداعية، لتقديم قراءة نقدية للأعمال الفنية على أسس مهنية وأكاديمية.