رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم مصرية

 

 

 

إذا كانت الطبقات الأعلى تتحرك وفقا لمصالحها.. يعنى بكل حساب، حتى لا تخسر تحالفاتها مع السلطة الحاكمة وتفقد مكاسبها من الطبقة الوسطى وما تحتها.. وهى الطبقة - هذه وتلك - المستهلكة الأساسية لما تنتجه الطبقة الغربية.. فإن الطبقة الوسطى هى عصب المجتمع.. بل منها غالبا يجيء المثقفون والمفكرون.. بل إن هذه الطبقة كانت دائما هى التى تقود الثورات ومحاولات التغيير.. لتحسين الأوضاع المعيشية.. وإن أصبح أبناء الطبقة الدنيا هم الوقود الحقيقى لهذه الثورات.. ولم يكن يشذ عن هذه القاعدة أى شعب فى العالم كله.. فلم نسمع مثلاً عن ثورة قادها أبناء الطبقة الغنية. حتى ما حدث فى يناير 1977 التى وصفها الرئيس السادات باسم: انتفاضة الحرامية.. فإن من فجرها وتولى قيادتها كانوا من أبناء الطبقة الوسطى الذين مستهم الأسعار الجديدة التى حاولت الحكومة فرضها.

< والطبقة="" الوسطى="" فى="" مصر="" كانت="" هى="" عقل="" الأمة="" المصرية..="" فهى="" التى="" تحافظ="" على="" ذهاب="" أولادها="" إلى="" المدارس..="" وإن="" ذهب="" لها="" أبناء="" الأغنياء="" كنوع="" من="" «العادة»="" فأبناء="" الطبقة="" المتوسطة="" -="" وأغلبهم="" من="" الموظفين="" والتجار="" وأرباب="" الحرف="" والصنايع="" -="" هم="" أيضا="" من="" يدفعون="" الضرائب،="" فالموظف="" يدفعها="" من="" المنبع،="" قبل="" أن="" يحصل="" على="" راتبه="" -="" والتاجر="" يدفعها="" حتى="" وإن="" حاول="" التخلص="" منها="" فيما="" يعرف="" بالتهرب="" الضريبى="" وكذلك="" أصحاب="" الفدادين="">

ولقد لعبت ثورة 23 يوليو على وتر تعبير «مجتمع الخمسة فى المائة» لأنهم كانوا الأكثر قدرة على الحركة السياسية.. وحاولت تلك الثورة تغيير هذه التركيبة السكانية بقانون الإصلاح الزراعى وتوزيع الخمسة فدادين إياها دون أن تدرى عواقب تفتيت هذه الأرض الزراعية.

< ولكن="" مع="" موجات="" الأسعار="" والغلاء="" الذى="" يأكل="" ذلك..="" كانت="" الطبقة="" الوسطى="" هى="" الضحية.="" فالدولة="" تكاد="" ترفع="" يدها="" عما="" كانت="" تقدمه="" من="" دعم="" لأسعار="" المياه="" والكهرباء="" والصحة="" والتعليم="" وآه="" من="" تكاليف="" التعليم="" الآن="" ورحم="" الله="" زمنا="" كان="" الطلبة="" وأنا="" منهم="" يحصلون="" على="" كل="" مستلزمات="" التعليم..="" مجاناً="" من="">

وهكذا زادت أعباء الحياة على الطبقة المتوسطة حتى لم تعد قادرة على حفظ الحد الأدنى من الحياة الكريمة.. وهذا بلا شك من أهم أسباب تحسين الخدمات وإعادة دور الدولة فى المجال الصحى وأخذت تهتم بالمستشفى الأميرى العام.. تماما كما تحاول المحافظة على بعض المساعدات تحت مسمى الدعم التموينى.

< ولكن="" أفلست="" -="" أو="" كادت="" -="" هذه="" الطبقة="" المتوسطة="" ولم="" تعد="" قادرة="" على="" تحمل="" موجات="" هذا="" الغلاء،="" لأن="" الدولة="" تخشى="" أن="" تتدخل="" فى="" تحديد="" الأسعار="" فيتم="" اتهامها="" بأنها="" ضد="" مبدأ="" حرية="" التجارة..="" وهذا="" مفهوم="" خاطئ="" تماما="" عند="">

ولقد عانت الطبقة المتوسطة من موجات البطالة.. حتى وجدنا مئات الألوف من أبنائها الذين أتموا تعليمهم عاجزين عن الحصول على وظيفة.. فى نفس الوقت الذى قتلنا فيه القطاع العام الذى كان يتحمل العبء الأكبر من تدبير فرص العمل.

< كل="" ذلك="" معضلة="" تسببت="" فى="" نهاية="" هذه="" الطبقة="" المتوسطة="" التى="" كانت="" هى="" «عصب="" الأمة»="" وعقلها="">