عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوال مصرية

ما هى العلاقة بين الاعلام والتنمية المستدامة ؟ كيف يقوم الاعلام بدوره التنموى فى تلك القضية الشائكة ؟ ما هو دور الاعلامى هنا فى عصر القرية العالمية ؟ الدكتورة هويدا مصطفى وكيل كلية الاعلام جامعة القاهرة تجيب عن تلك التساؤلات وتساؤلات أخرى ترتبط بالقضية، فى احدث مؤلفاتها « الاعلام والتنمية المستدامة» حيث تكشف المؤلفة ان قضية التنمية مسألة محورية تمثل اهتماما اساسيا، عند تناول قضية التحديث فى الدول النامية ومنها مصر وبلدان المنطقة العربية، تلك المجتمعات التى باتت تنشد التنمية المستدامة وتتطلع اليها وتعمل على تحقيقها منذ سنوات بعيدة، خاصة مع تعدد أبعاد تلك القضية لتشمل أبعادا مجتمعية كثيرة، متنوعة ومتشابكة ما بين سياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية. ومن هنا يقع دور مهم، رئيس وفعال على وسائل الاعلام المختلفة، التقليدية منها والحديثة على السواء، من صحف ومحطات وقنوات تليفزيونية ومواقع الكترونية، بالاضافة الى وسائل التواصل الاجتماعى، وغيرها من اشكال الاعلام الجديد بفنونه وأشكاله المختلفة، فى نشر مفاهيم التنمية والمشاركة الفعالة فى عملية تحديث المجتمع، باعتبارها عملية مشتركة بين المواطنين ومؤسسات الدولة، حيث يقوم الاعلام بدور محورى فى مناقشة ومعالجة مختلف القضايا والمشكلات المجتمعية، وتوضح المؤلفة ان وسائل الاعلام، وعبر سنوات طويلة، اهتمت بقضية التنمية وخصصت لمعالجتها مساحات واسعة ضمن صفحاتها وبرامجها وشبكاتها، فمنذ أن شهد العالم الانطلاق الرسمى لخطة التنمية المستدامة لعام 2030 بأهدافها السبعة عشر وغايتها المائة وتسع وستين فى يناير 2016 والتى اعتمدها قادة العالم فى القمة العالمية التى عقدت فى سبتمبر 2015، أصبحت قضية التنمية المستدامة محور اهتمام الحكومات والدول المختلفة، فالتنمية المستدامة عملية تطوير الأرض والمدن والمجتمعات، وكذلك الأعمال التجارية والاقتصادية التى تلبى احتياجات الحاضر دون المساس بقدرة الاجيال القادمة فى الحصول على احتياجاتها، فهى مفهوم شامل يتضمن البعد الاقتصادى والاجتماعى والسياسى والبيئى والقانونى والتشريعى وكذلك البعد التكنولوجى. وهذه الأبعاد تتطلب تحقيق مفهوم الاستدامة على مستوى التنمية الاقتصادية من خلال سياسات اقتصادية تراعى البعد الاجتماعى والثقافى وتنمية بيئية تحد من تدهور عناصر البيئة عند التخطيط للتنمية وكذلك التنمية البشرية لايجاد التوازن بين السكان والموارد المتاحة.، واذا كان مفهوم التنمية المستدامة يهتم بالبعد المادى وبعناصر البيئة ومواردها، فإن تنمية العنصر البشرى وتوعيته وحثه على المشاركة فى عمليات التحديث والتنمية، هى جوهر التنمية المستدامة فالانسان هو غاية التنمية وأداتها فى الوقت نفسه.

وتكشف الدراسة أن وسائل الاعلام تستطيع أن تقوم بدور فعال، فى المعاونة على تحقيق خطط وأهداف التنمية المستدامة باعتبار أنها تمثل جزءا من التطور القومى لارتباطها بالنظام الاجتماعى والسياسى والاقتصادى فى المجتمع الذى تعمل فى إطاره، حيث يصبح نجاح هذه الخطط مرهونا بالمشاركة الايجابية للقوى المجتمعية التى يحفزها الاعلام من خلال تنمية الوعى والتثقيف والتربية ونشر المعلومات والمعرفة وخلق البيئة المواتية التى تساعد على اتخاذ القرارات المستنيرة ومواجهة التحديات والمعوقات التى تقف حائلا دون تحقيق هذه الأهداف، فالاعلام التنموى تكمن أهميته فى التمهيد والتهيئة للتنمية واحداث التحول الاجتماعى والتغيير والتطوير والتحديث.

ويتناول الكتاب فى فصوله المختلفة مجموعة من القضايا شديدة الارتباط، بمفهوم وأبعاد التنمية المستدامة ودور الاعلام فى المساهمة فى تحقيق أهداف التنمية بمفهوم الاستدامة، والذى يتطلب مزيدا من التفاعل والمشاركة الايجابية للمواطنين وتنمية وعيهم بإدراك هذا المفهوم، وذلك من خلال مجموعة من المحاور تشمل المسئولية الاجتماعية للاعلام فى دعم القيم وتحقيق اهداف التنمية، الاعلام والتنمية المستدامة : المفهوم والوظائف، دور الاعلام فى تنمية الوعى بقضايا التنمية المستدامة ويشمل دور الاعلام فى التنمية الاجتماعية من خلال تنمية الوعى بقضايا وحقوق المرأة وكذلك قضايا حقوق الانسان والاعلام والمجتمع المدنى نحو علاقة تشاركية وتحالف ايجابى، وتشمل محاور الكتاب كذلك الاعلام ودعم التنمية الثقافية والسياسية، وأخيرا الاعلام وتشكيل اتجاهات الرأى العام تجاه قضايا التنمية .