عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تأملات

حينما أحاول تصنيف ما أقدمه للقارئ أعتبر نفسى من الكتاب «الناقدين» الذين يركزون بشكل كبير على السلبيات دون الإيجابيات. هذه ليست سمة شخصية بقدر ما هى سمة اكتسبتها من عملى الصحفي، فدور الصحافة هو لفت النظر إلى الأخطاء والسلبيات أما الإيجابيات فربما تكون من طبائع الأشياء. المثل التقليدى لدور الصحافة الذى يقدم فى هذا الصدد ذلك المتعلق بخبر عض الرجل كلبا، باعتباره حدث غريب واستثنائى أما أن يعض كلب رجلا، فهو أمر عادى وربما لا يستحق الذكر.

على هذه الخلفية أشير إلى أنه ربما يكون دورنا بذات القدر وسط غابة الإحباط التى تحيط بنا أن نساعد الناس على أن ترى ضوءا فى نهاية النفق، وأنه بقدر هبتنا للفت الأنظار للسلبيات، ربما يجب الإشارة إلى ما قد يكون إيجابيا ساطعا لدفع الهمة وزيادة مساحة الأمل فى المستقبل.

لهذا أرى من واجبى الإشارة بل والإشادة بما تشهده مدينة 6 أكتوبر، مدينتى التى أعشقها وكافحت من أجل السكن فيها، من ملامح نهضة جديدة بعد عقود من الإهمال والعشوائية التى جعلتها تشيخ مبكرا وتختطف المدن الأخرى الأكثر حداثة الأضواء منها.

فبعد يأس من الإصلاح وتفكير فى الرحيل منها إلى أخرى بدت لى فجأة ملامح تغييرات وحركة نشطة دؤوبة فى المدينة تعبر عن روح جديدة يجب تشجيعها. بدءا من اللافتات الإرشادية والتحذيرية وغيرها وليس انتهاء برفع مخلفات المبانى والإنشاءات التى كانت سمة للمدينة جعلت أهلها يتعايشون مع ملامح القبح، مرورا بقرب انقراض التوكتوك من المدينة، فضلا عن المهمة الأكثر درامية والتى قد لا يتخيلها أى غريب عن المدينة وهو القضاء على السيارة الصندوق كوسيلة مواصلات بما فيها من أخطار وسلبيات تهدر آدمية الإنسان، وتجعلهم أقرب إلى الأضاحي!!

عندما حاولت أن أتابع تفاصيل المهمة بدت لى ملامح الصورة رائعة، صحيح أنك لا بد واجد أن هناك بقعا سوداء تقلل من نقاء ثوب التطوير إلا أن طريق الألف ميل يبدأ بخطوة. فقد علمت أن هناك خطة متكاملة يجرى تنفيذها على قدم وساق تشمل تسيير خطوط حافلات تربط أحياء المدينة ومحاورها وتربطها بشقيقتها مدينة زايد والقاهرة، تتضمن الاستعانة بأحدث نظم الركوب من خلال تطبيقات الكترونية، هذا فضلا عن الإعداد لتركيب نحو 26 كاميرا فى الميادين والمحاور الرئيسية لمراقبة حركة السير وضمان أعلى مستويات الأمان، فضلا عن مشروع لتجميع القمامة من المنبع بدلا من قيام السكان بإلقاء المخلفات فى حاويات تشوه وجه المدينة.

إذا أضفت إلى ذلك وضع المدينة فى إطار الخطة العامة للدولة، فإن ذلك سيزيد لديك مساحة الأمل حيث يجرى العمل بهمة ونشاط لإنشاء موقف إقليمى لكافة محافظات الجمهورية، بما يجعل من اكتوبر مدينة حركة موازية للقاهرة وإن بشكل أكثر نظاما وحداثة، فضلا عن شبكة الطرق التى لا تهدأ عملياتها وتشمل نحو 18 عملا صناعيا من كبارى وأنفاق، وكذلك المونوريل الذى يربطها بالعاصمة الإدارية والذى تم توقيع اتفاق تنفيذه منذ أيام.

قد تصاب بالذهول والصدمة إذا علمت أن وراء هذه الطفرة مهندسا شابا اسمه شريف الشربينى تولى مهام رئاسة الجهاز منذ شهور معدودة، ما يؤكد أن فكرة الاستعانة بالشباب ليست خاطئة على طول الخط وأنها قد تكون حصان مصر الرابح فى مستقبل أفضل، ويؤكد فى الوقت ذاته ان النجاح وارد بشرط توافر العزيمة والرغبة فى الإنجاز. أخشى أن يكون لكلامى تأثير سلبى على وضع الشربينى باعتبار النظرة التقليدية بأننا فى بلدنا الكثير من حزب أعداء النجاح، ولكنها شهادة لله أقولها .. أتمنى أن أنال ثوابها فى كل الأحوال أخطأت أم أصبت!

[email protected]