رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوال مصرية:

رغم أهمية العلاقات المصرية ـ البريطانية باعتبارها جزءاً من العلاقات المصرية ـ الأوروبية والشراكة المصرية ـ الأوروبية إلا أن ةهذه العلاقات باتت تتطلب وقفة حساب في الآونة الأخيرة، خصوصاً مع خروج بريطانيا عن قواعد العرف الدبلوماسى وعلاقات التعاون بين الدول فى قضيتين رئيسيتين مؤخراً، الأولى تتعلق ببيع تمثال للملك توت عنخ آمون فى قاعة كريس للمزادات، رغم إبلاغ مصر السلطات البريطانية ان التمثال مصنف ضمن المقتنيات الأثرية المصرية ولا يجوز بيعه أو تداوله لأية جهة كانت ومع هذا تم بيع التمثال، وتتعلق القضية الثانية باعلان الخطوط البريطانية «بريتش ايروايز» وقف رحلاتها الى مصر دون ابداء أسباب، وهو ما  أدى الى قيام الخطوط الألمانية «لوفتهانزا» باتخاذ  نفس القرار فى نفس التوقيت، وهو ما أثار الجدل كثيراً فى مواقع التواصل الاجتماعى والاعلام التفاعلى حول  مغزى  القرار البريطانى ولماذا لم يتم بالقواعد المتعارف عليها خصوصاً أنه اثار الهواجس حول احتمال اندلاع عمليات ارهابية، وهو ما لم يحدث حيث جاء القرار على خلفية تزاحم الجمهور الجزائرى  فى مطار القاهرة بحثاً عن طائرات للعودة الى الجزائر وعدم قيام السلطات الجزائرية بتلك المهمة،وسرعان ما تدخل الأمن المصري لضبط الحالة الأمنية فى المطار وتم التنسيق مع الجزائر لسفر الركاب، وسرعان ما قامت السلطات البريطانية بإلغاء قرارها السابق واستئناف رحلاتها الى مصر.

الحقيقة أن العلاقات المصرية ـ البريطانية تبدو معقدة نوعاً ما وتحمل العديد من الرواسب لدى مصر خصوصاً أن بريطانيا احتلت مصر زهاء 70 عاماً، وفى ضوء الأحداث الأخيرة، أتصور أن مصر بحاجة الى جردة حساب مع بريطانيا تتطلب طلب مصر من بريطانيا تعويضاً عن سنوات الاحتلال ونهب ثرواتها ومواردها طوال تلك الفترة، وتصل تلك التعويضات الى مليارات الدولارات خصوصا إن علمنا أن الكويت حصلت مؤخراً على 270 مليون دولار الدفعة الأولى من التعويضات العراقية عن فترة الاحتلال التى امتدت عدة شهور فقط، كما حصلت ليبيا على تعويضات مماثلة من ايطاليا أيام العقيد معمر القذافى ولا ننسى ان اسرائيل مازالت تبتز المانيا حتى اللحظة بسبب محرقة النازى ضد اليهود خلال الحرب العالمية الثانية.

جرائم بريطانيا ضد مصر كثيرة وهى لا تقتصر على التعويضات عن سنوات الاحتلال فقط، بل تمتد أيضا الى جرائم أخرى لا تقل فداحة مثل زرع آلاف الألغام فى العلمين خلال الحرب العالمية الثانية لوقف تقدم القوات الألمانية من الحدود الغربية، وهناك أيضاً تبنى قيام جماعة الاخوان المسلمين فى العام 1928 على يد الامام حسن البنا ولعل أخطر جرائم بريطانيا ضد مصر برعاية انشاء وقيام دولة اسرائيل فى فلسطين بعد وعد بلفور الشهير فى العام 1917.