رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لوجه الله

يمثل العبث بما سمى حد الردة.. أوسع أبواب الشيطان على أمة محمد.. فعبره سفكت دماء آلاف المسلمين على مر التاريخ.. جماعات وأفرادا.. وبسببه تفرقت الأمة والتصقت بها أبشع الصفات.

وأقوى ما يستند إليه مؤيدو هذه الأكذوبة.. مرويتان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.. يصنف أحدهما علماء الحديث بأنه من أحاديث الآحاد (اى راوِ واحد).. مع لبس فى فهم الثاني.. أما المروية الثالثة فهى عن الصحابيين الجليلين معاذ بن جبل وأبى موسى الأشعري.

ومن سعى من هؤلاء للقرآن الكريم للبحث عن حجة تدعم فهمه.. لم يجد إلا عكس ما يرنو إليه.. فأخذ يتخبط ويحرف الكلم عن مواضعه.. حتى إن أحد كبار مفتى هذا المنهج لم يجد إلا آية «فَإِنْ تَابُواوَأَقَامُوا الصَّلاة وَآتَوُاالزَّكَاة فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ..» (التوبة 5) ليستشهد بها.. فتجاهل أنها نزلت فى مشركى مكة فى العام التاسع من الهجرة واستحل بها قتل المسلمين.. ومن هذا العبث وسوء الفهم.. ضرب كثير من المسلمين بوصايا نبيهم عرض الحائط.. ولم يعد «كل المسلم على المسلم حرام».. حتى تجرأ الهالكون على قتل المصلين وتفجير المساجد.

وقد خلط هؤلاء أشد الخلط وأسوأه.. بين حرية العبادة.. والأفعال الجنائية.. التى تجرم فى كل الأعراف والقوانين.. وعجزوا عن التمييز بين من تلبس عليه دينه.. ومن يحارب الله ورسوله.

وإذا عدنا إلى «المذهب الأول».. لم نجد فى كتاب الله آية واحدة تشير صراحة لما يسمى بحد الردة.. بل العكس نجد حرية الفكر والعبادة.. «لا إكراه فى الدين..».. «من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر..».

أما عن سنة رسول الله.. فأتحدى أن يذكر أحدهم واقعة قتل فيها رسول الله أحدا لمجرد معتقده.. وهناك أمثلة عدة لمن خرجوا عن الإسلام وعادوا لعبادة الأصنام.. ولم يقم عليهم رسول الله ذلك الحد المزعوم.. منهم، عبدالله بن أبى السرح.. والأعرابي.. ومن تركوا المدينة وعادوا للشرك بمكة.. والمنافقون.. فأين كان رسول الله من إقامة حدود الله على كل هؤلاء.. أتراهم أكثر فهما لدين الله من نبيه؟!.. أم هو دين جديد يدعون إليه؟!.. وجهل هؤلاء أنهم بفعلهم هذا يقطعون السبيل على من أراد التوبة.. فعندما نزلت آية «قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ..» (الزمر: 53).. بعث بها عمر بن الخطاب لهشام بن العاص.. فتاب عن كفره وعاد للمدينة لا ليقتل بحد الردة، بل لينعم بالصحبة المشرفة.. والحديث فى هذا الباب يتسع لمجلدات.. لكن كلما بحثنا في «المذهب الأول».. ازددنا يقينا أن هذه الأمة ما هلكت إلا بابتعادها عن كتاب الله وسنة نبيه.. فهل من تَركٍ للشتات وعودة لله ورسوله!

[email protected]