عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوال مصرية:

دائماً وأبدا يؤكد الشعب المصرى معدنه الأصيل، وانه حارس الوطنية المصرية والرقم الصعب فى أية معادلات محلية أو إقليمية أو دولية، وانه يختار دائماً الطريق الصحيح فى اللحظات التاريخية الفارقة التى يصبح فيها الخيار واضحاً: إما الوطن أوالفوضى؟.. البناء أو الضياع، التنمية أو الاحتراب الداخلى، وقد بدا هذا واضحاً فى العديد  من شواهد التاريخ ولحظاته الفارقة، حيث احتشد المصريون جميعاً خلف الزعيم سعد زغلول فى ثورة 1919 وقاموا بجمع التوكيلات له ليتحدث باسمهم ويطالب بالاستقلال أمام المعتمد البريطانى الذى قال له: أريد تفويضاً من المصريين لكى تتحدث باسمهم وأقبل بالتفاوض معك، وهو ما تحقق فعلاً بعد نفى زعيم الأمة وعودته الى البلاد ليتحقق لمصر الغاء الانتداب البريطانى، ويتم اصدار دستور 1923 المعروف بـ«أبوالدساتير المصرية» كما تجلى وعى المصريين جميعاً حين أيدوا الزعيم مصطفى النحاس زعيم الوفد والأمة ورئيس الوزراء فى توقيع معاهدة 1936 مع الاحتلال البريطانى مرة ومرة أخرى فى الغائها فى العام 1951، كما تجلت الوطنية المصرية فى تأييد الحركة المباركة وثورة 23 يوليو 1952 لتبدأ مصر عهداً جديداً مع الضباط الأحرار بعد إلغاء الملكية وإعلان الجمهورية، كما ظهر  معدن الشعب المصرى واضحاً وفى أروع صوره بعد هزيمة 5 يونيو 1967 والتى أعلن بعدها عبدالناصر  خطاب التنحى ومسئوليته السياسية كاملة عن الهزيمة وعودته الى صفوف الجماهير، وهو ما يعنى بوضوح قبول مصر للهزيمة، إلا أن الجماهير قالت كلمتها وأجبرت عبدالناصر على العودة الى الحكم لإحالة المسئولين عن الهزيمة الى المحاكمة وإعادة بناء الجيش المصرى مجدداً وخوض معركة الكرامة لاستعادة سيناء، وهو ما تحقق فعلاً فى 6 أكتوبر 1973، كما تجلت الوطنية المصرية فى أزهى صورها فى القيام بثورة 25 يناير 2011 للإطاحة بحكم مبارك بعد تدهور الأوضاع وجمود الحياة السياسية وانتشار الفساد، خلال أكثر من 30 عاماً هى طول حكم الرئيس مبارك، وعندما تولى الإخوان الحكم انتظر الشعب المصرى عاماً كاملاً إلا قليلاً ليرى حصاد التجربة، إلا أن تدهور الأوضاع وغموض المستقبل واختفاء الخدمات دفع المصريين الى النزول فى 30 يونيو 2013 والاطاحة بمحمد مرسى، وعندما جاء السيسى الى الحكم انتظر المصريون سنوات  حتى يروا ثمار التغيير، ولما لمسوا ذلك فى الواقع فعلاً بإعادة بناء الدولة من جديد، انحازوا مؤخراً الى صوت العقل وذهبوا الى لجان الاقتراع ليقولوا كلمتهم فى الاستحقاق الانتخابى حول التعديلات الدستورية، وكان رهانهم فى ذلك واضحاً انهم اختاروا استمرار التنمية والاستقرار واستكمال ملحمة البناء وشكلوا لجاناً لأعمال العرس الديمقراطى، وخرج عمال المصانع والسكك الحديدية ليؤدوا دورهم الوطنى، كما رقصت النساء أمام اللجان وردد الشباب الأغانى الوطنية لحث المواطنين على أداء دورهم التاريخى فى أخطر اللحظات التي تمر بها مصر والتى تواجه تحديات جساما فى الداخل والخارج مما يتطلب الاختيار بين البناء أو الفوضى  واختار المصريون استكمال  مرحلة البناء واستمرار الاستقرار، ليصبح صوتهم بمثابة رصاصة فى صدر الإرهاب ونقطة البداية لتصحيح المسار واستكمال بناء مقومات الدولة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.