عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الشعب يريد:

تساءل الكاتب والشاعر فاروق جويدة عن اختفاء النكتة المصرية الشهيرة على مر العصور، وأيضاً عن اسباب تجهم وجوه المصريين واختفاء  الابتسامة وحالة التوتر التى تسود بيننا الآن؟.. وهذا صحيح ولكن أسأل أنا لماذا؟ وقد أنعم الله عز وجل علينا بكل ما هو جميل ونعمه لا  تعد ولا تخصى والمشكلة أن أغلبية المصريين الآن لا ينظرون حولهم وغابت عنهم عبادة التأمل، والتى قال عنها العالم الجليل فضيلة د. عبدالحليم  محمود شيخ الأزهر الراحل والصوفى المستنير إنها من أفضل وأرقى  العبادات.

إن الابتسامة والسعادة قرار شخصى بحت لكل من يريدهما، بل إننى أرى الكثيرين سعادتهم تحت أقدامهم  ولا يرونها.. كما أن السعادة والابتسامة عدوى. فهناك شخص يملأ  المكان بهجة  وسرورا وحركة، وكأنه يحرك الجبال وشخص ممثل بارع يصنع الكآبة أينما يظهر.. والإنسان المؤمن أولا والذكى ثانياً يطبق عنوانا لكتاب «عش مرحا  تعمّر طويلاً» تأليف جيلو رد هوزر  وترجمة د. محمد  فتحى رحمه الله، حيث  كنا  نتعلم بمدارسنا وبيوتنا فى الماضى ان نستثمر المتاح لنا  وقياس النجاح والحياة السعيدة بالإمكانات الموجودة وللأم والمدرسة دور  مهم جداً فى تشكيل عقلية وشخصية  الأجيال السابقة، كنا دائما نبتسم حتى فى حالات الوفاة  الصعبة والابتلاءات الصادمة تطبيقاً لمبادئ غرسها البيت والمدرسة والقدوة  الحسنة بأن التسليم بقضاء الله عبادة وهو الايمان والعقيدة التى تميز المسلم الحق والمواطن السوى، وأن الله عز وجل يعوض الانسان بأشياء أخرى ومسئولية ان يراها فيسعد أو يغفل عنها فيشقى ولا يبتسم ولا يضحك كما قال أستاذنا جويدة.. والحياة المرحة تتطلب البحث عن بدائل، فمن يتغير من زملاء عمل أو أقارب أو جيران له مليون بديل والإنسان المنفتح على كل من حوله لا يتأثر والقوى لا يلين لأن الحياة  قصيرة مهما طالت، ومحطة لا يحسن التعامل معها إلا ذكى نظيف القلب عف اليد لا يتوقف أمام فاشل أو ضعيف ولا يتأثر بقرارات  مريضة إنما له حياته وتعليمه وذكاؤه التى يتخطى بها الصعاب ويصد بها الصعاب ويصد بها تصرفات من لا يعلمون ويهربون مما يرونهم كالمرايا تعكس صورهم ولا يرون  حلا إلا  تكسير هذه المرايا، وهو الأمر الوحيد الصادق أمامهم ولهذا يتضاءل أمامها كل ما بنوه على الزيف والنهب والاستغلال.. فالسعادة والابتسامة موجودة ولكن أبطالها قليلون.

ليتنا ننتهز احتفال المسلمين غدا بليلة النصف من شهر شعبان، وهى ليلة لا يعرف قدرها إلا من يحياها بقلب سليم وتسليم بإرادة الله عز وجل. من يعش هذه الليلة برضا ناظرا لمن هو أقل منه مالا وجاها وأكثر منه ابتلاء يدعو الله ويستغفره بل ويحاسب نفسه هل أدخل بيته مالا حراما؟ وهل حصل على مزايا مشبوهة؟ وهل أساء لغيره؟ وهل قصر فى حق أسرته وجيرانه وأقاربه؟  ويا هناه من حاسب  نفسه وأصلح أخطاءه قبل أن ترفع أعماله فى هذا الشهر وفى هذه الليلة المباركة.

كل عام ومصر بخير وأهلها فى سلام نفسى وأمن وأمان والأمة الإسلامية بخير، أعاده الله علينا جميعاً ونحن له مسلمون وعن قدره راضون حامدون شاكرون بإذن الله.