رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الثلاثاء القادم يوافق يوم توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، التى وقّعت يوم 26 مارس سنة 1979. هذه المعاهدة اعتبرها من أعظم إنجازات الراحل العظيم أنور السادات، التى كانت من وراء اغتياله فى 6 أكتوبر سنة 1981.

الذى ذكّرنى بمعاهدة السلام، هو ما قرأته مؤخرًا من أن زوجة الراحل العظيم أنور السادات -رئيس مصر السابق- قد أصيبت بوعكة صحية، وغادرت على أثرها إلى الولايات المتحدة الأمريكية لتلقى العلاج، وظلت هناك لما يقرب من ستة أشهر، ثم عادت أخيراً لمصر لاستكمال العلاج. ولأننى أكنّ لهذه السيدة ولزوجها البطل كل الاحترام والتقدير فإننى أدعو الله عز وجل أن يتم شفاؤها وتعود مرة أخرى لنشاطها وحياتها مع شعب مصر.

سبق أن ذكرت مراراً أن الراحل العظيم أنور السادات كان وبحق بطلاً للحرب وبطلاً للسلام، فهو الذى طهّر مصر والأمة العربية كلها من عار الهزيمة فى مذبحة 1967، والتى راح ضحيتها خيرة رجال قواتنا المسلحة، وكل عتادنا الحربى من طائرات ومدرعات وصواريخ وقوات بحرية، كل هذا تم تدميره فى خمسة أيام فقط، والأهم من ذلك كله أن مصر فقدت كامل أرض سيناء، وأصبحت قناة السويس هى الحد الفاصل بين مصر وإسرائيل، كما فقدت الدول العربية الأخرى، فسوريا فقدت مرتفعات الجولان، وكذلك لبنان والأردن فقدا جزءاً من أراضيهما.

وفى عام 1973 وتحديداً فى شهر أكتوبر، أخذ الراحل العظيم والبطل المغوار على عاتقه وحده حرب إسرائيل، واستطاع بجيش المصرى عبور قناة السويس، وتحطيم خط بارليف الذى كانت تتغنى به إسرائيل، على اعتبار أنه الحصن المنيع الذى لا يمكن لأى قوة اختراقه. ولكن، بعون الله تعالى وجسارة قواتنا المسلحة استطعنا العبور إلى سيناء واسترددنا جزءاً كبيراً منها، ثم تم وقف إطلاق النار بيننا وبين إسرائيل بناء على طلب الدول الكبرى التى هددت بالتدخل المباشر لصالح إسرائيل. فكان الراحل العظيم بهذا الانتصار المبهر فخراً للأمة العربية كلها.

لم يكتف الراحل العظيم بما حققه من انتصارات واسترداد جزء من سيناء، بل ظل يعمل على استرداد باقى الأرض المغتصبة، واتفق مع إسرائيل للحضور إلى مصر للتفاوض، وكان محدداً لهذا اللقاء فندق مينا هاوس بالهرم، وقد دُعى ملوك ورؤساء الدول العربية للحضور وإنهاء الخلافات بينها وبين إسرائيل، حتى يتم استرداد كافة الأراضى التى احتلتها فى عام 1967، إلا أن الدول العربية رفضت الحضور، بل إنها اتهمت الرئيس السادات بالخيانة، وأكثر من ذلك فقررت الدول العربية نقل الجامعة العربية من القاهرة إلى تونس.

لم يهتم الرئيس السادات بكل ما حدث من تداعيات نتيجة محاولاته إنهاء المشكلة العربية الإسرائيلية صلحاً، بل ظل جاهداً يحاول تنفيذ ما عاهد الله عليه وشعبه لاسترداد كامل الأراضى المغتصبة، فظل يكافح حتى توقيع معاهدة كامب ديفيد فى 17 سبتمبر 1978، والتى تم بمقتضاها توقيع معاهدة السلام فى 26 مارس 1979، ومن ثم إعادة كامل أرض سيناء لمصر فى مقابل تطبيع العلاقات بين مصر وإسرائيل، ورغم محاولة إسرائيل المراوغة للاحتفاظ بمنطقة طابا، فإن التحكيم الدولى قضى بأحقية مصر فى كامل الأرض بما فيها طابا.

إننى أعتبر أن إعادة سيناء كاملة لمصر لم يكن فخراً للمصريين فحسب، بل كان درساً قاسياً لباقى الدول العربية التى رفضت اتفاق السلام لاسترداد الأرض المغتصبة، الأمر الذى أدى بهم أن تظل الأرض العربية التى احتلتها إسرائيل عام 1967 تحت السيادة الإسرائيلية حتى يومنا هذا، فلم تستطع أى دولة استرداد ولو شبراً واحداً من أراضيها، ولكن الرئيس الراحل كان بعيد النظر وضحى بحياته من أجل تلك المعاهدة التى غسل بها عار الأمة العربية كلها.

وغنى عن البيان، أن إسرائيل الآن أصبحت قوة كبيرة لا يستهان بها، وأصبحت الدول الغربية كلها تساندها وتعاونها خاصة أمريكا التى أدعت أن هناك صفقة القرن لإنهاء حالة -الـ لا حرب والـ لا سلم- والتى أعتقد أنها مجرد وهم كبير لن ينتهى على شىء إلا تحقيق المزيد من المطالب الإسرائيلية، وها هو تأكد هذا المسار فقامت بنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس، كما اعترفت أخيراً بأن الجولان السورية هى أرض إسرائيلية. ولا أعتقد أن هناك أملاً فى إقامة دولة فلسطينية، وكل ما أتصوره هو ذوبان الشعب الفلسطينى مع الشعب الإسرائيلى فى دولة إسرائيل.

 

وتحيا مصر.