رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوال مصرية

بعيدًا عن تحقيقات النيابة فى حادث اقتحام جرار قطار رصيف نمرة 6 فى محطة مصر، يوم الأربعاء الماضى 27/2/2019 بسرعة وصلت إلى 120 كم/ ساعة، ومصرع أكثر من 20 شخصًا وإصابة أكثر من40 آخرين، وبغض النظر عن استقالة الدكتور هشام عرفات وزير النقل لامتصاص غضب الرأى العام، يبقى أن نذكر أن الحادث المهول والمرعب يكشف خللا جسيمًا فى إدارة مرافق الدولة رغم كل الجهود التى تبذلها الحكومة لبناء دولة حديثة وإصلاح ما تهدم عبر أكثر من 60 عامًا؛ والمشكلة أن الإهمال الجسيم ليس وليد هذا الحادث فقط؛ بل سبقته حوادث أخرى مروعة مثل غرق العبارة السلام وحدوث حريق فى قطار الصعيد فى العام 2002 وهو ما كان يتطلب النظرة بجدية إلى كل مرافق الدولة منعًا لوقوع تلك الحوادث مرة أخرى، لكن يبدو أننا لم نستفد شيئًا وكأنك يا أبوزيد ما غزيت.

تقع محطة مصر فى قلب العاصمة فى ميدان رمسيس وهى سرة العاصمة وكان يجب الالتفات إلى مرفق القطارات الحيوى منذ إضراب سائقى القطارات فى العام 1986، حيث كان الإضراب بمثابة جرس إنذار ينبغى أن تلتفت إليه الحكومة ولكنها اكتفت وقتها بتشغيل القطارات بعد الاستعانة بسائقين آخرين وتقديم بعض السائقين المضربين عن العمل إلى المحاكمة ثم إجراء بعض الاصلاحات المالية والإدارية لعمال السكك الحديدية ككل ولم تضع الحكومة فى حسبانها أبدًا اصطدام قطار بالمحطة وانفجاره فى الركاب فى جزء أقل من الثانية ليموت العشرات حرقًا ويصاب آخرون بحروق شديدة لا يمكن الشفاء منها ابدًا.

فكرة اصطدام قطار بالركاب ليست جديدة وسبق أن جسدتها السينما الأمريكية فى الفيلم الشهير «قطار لا يتوقف» بطولة الفنان دينزل واشنطن، وفى الفيلم يتحرك قطار بدون سائقه فى أحد المنحنيات وتزداد سرعة القطار المحمل بالسولار تدريجيِا والكارثة أنه سيلتقى قطارًا آخر على نفس الخط محملًا بالتلاميذ وقد استطاع السائق دينزل واشنطن السيطرة على القطار وكبح جماحه وإيقافه بعد تحويل مسار القطار الآخر. مثل هذا الفيلم كان ينبغى أن يكون فى أذهان المسئولين عن مرفق قطارات السكك الحديدية فى مصر لعدم تكرار الحادث فى مصر بأى حال من الأحوال، ولكن يبدو أن ذلك كان يتلخص فى تحديد الإشارات والمزلقانات وإدخال قطارات جديدة الخدمة وتجديد قضبان السكك الحديدية المتهالكة، وهذا كله مطلوب. ولكن قبل هذا يجب تطوير مهارات وقدرات سائقى وعمال القطارات فى جميع الخطوط على مستوى الجمهورية، وليس من المعقول أبدًا كما أشار رجل الأعمال نجيب ساويرس فى تغريدة له على توتير أن يتولى قيادة القطارات سائقون حاصلون على دبلوم صنايع، فى حين أن ثمن القطار بالجرار يصل إلى 100 مليون جنيه.

الحقيقة أن انفجار محطة مصر يتطلب وقفة جادة من جميع المسئولين عن السكك الحديدية فى مصر بحيث يجب أن تكون لدينا خطة طوارئ لأى حادث صغير أو كبير للقطارات، مع توفير مستشفى صغير فى جميع محطات السكك الحديدية تحسبًا لأية طوارىء، مع تطوير مهارات السائقين لأنهم لا يقلون أهمية عن سائقى السفن والطائرات، مع إخضاعهم للكشف الدورى عن المخدرات والكشف النفسى لبيان صلاحيتهم لقيادة القطارات أم لا، كذلك يجب الاستعانة بالكفاءات فى إدارة السكك الحديدية مثل المهندس هانى عازر الحاصل على المركز الأول فى تطوير محطة قطارات برلين فى ألمانيا.