كلمة عدل
ونحن نؤسس لدولة عصرية ديمقراطية، لابد أن نكون مع مواجهة صريحة لكافة المشاكل التى تعترض الفكر الجديد لتأسيس الدولة الحديثة، فهناك كثير من المشاكل التى تشوه هذا الفكر الجديد، وبالتالى من الضرورى والمهم أن تكون هناك مكاشفة وصراحة شديدة فى التعامل مع المشاكل المزمنة التى تراكمت منذ عدة عقود زمنية، ولكى يتحقق الاستقرار الكامل، وحتى نصل الى المستوى الذى يليق بالمشروع الوطنى الجديد الذى يؤسس للدولة الحديثة لابد من خوض غمار هذه المشاكل والتصدى لكل السلبيات البشعة التى تهدد أى استقرار أو تنمية.
لا يخفى على أحد حجم المشاكل الضخمة التى تعرقل مصالح الناس، بسبب الفوضى العارمة التى تعشش فى عقول البعض الذين يضربون بالقانون عرض الحائط.
والحقيقة أن منهج الدولة الجديدة، يعتمد بالدرجة الأولى على ضرورة تفعيل القانون فى كافة المواقع وبالتالى بات أمام المسئولين خيار واحد هو تفعيل القانون ولا غير ذلك حتى تتم مواجهة كافة السلبيات التى باتت وبالاً على البلاد والعباد.
وفى منهج المشروع الوطنى الجديد، إما تفعيل القانون وإما وضع نصوص جديدة تتماشى مع الفكر الجديد حتى تتحقق السبل الكفيلة بتأسيس الدولة العصرية الحديثة.
ولا يخفى على أحد أيضاً أن هناك موروثاً سيئاً من خلال عقود طويلة، على تفشى هذه السلبيات والتى ازدادت أيضا بشكل بشع فى أعقاب الفوضى العارمة التى سادت البلاد لفترة معينة، ولقد آن الأوان لأن يتم تفعيل الدولة القانونية التى يكون فيها القانون هو السيد على الجميع بلا استثناء، ويكون حائط الصد فى مواجهة السلبيات الكثيرة التى تهدد أى تنمية بالبلاد، والمعروف أن الدولة المتحضرة التى تسعى إلى النهوض بشعبها لا ترضى أبداً بوجود أية سلبيات تعرقل الاستقرار.
مظاهر الفوضى كثيرة وتحتاج إلى ضرورة تفعيل القانون وتطبيقه للقضاء على هذه المظاهر، فليس من المعقول أمام فكر الدولة الجديدة الساعى الى النهوض بالبلاد، أن تستمر أى فوضى، والحل الوحيد إما تفعيل القانون وإما وضع النصوص القانونية الجديدة التى تقضى تماماً على أى نص هزيل لا يتماشى مع مشروع الدولة الحديثة الذى بدأته مصر مؤخراً بعد ثورة 30 يونيو.
أوضاع الفوضى والسلبيات تحتاج الى اجتثاث جذورها، وهذا يتأتى بضرورة مواجهتها والتصدى لها بكل الوسائل المتاحة، من خلال تفعيل القانون الذى يعد المفتاح الحقيقي لمواجهة كوارث الفوضى والسلبيات التى عششت فى العقول منذ زمن طويل، وفى خلال الأيام القادمة سنعرض تفصيلياً كل المخاطر السلبية التى تؤثر فى التنمية حتى تسير خطى بناء الدولة الحديثة العصرية فى طريقها المرسوم لها.
وللحديث بقية
رئيس حزب الوفد