عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

منظومة التعليم في مصر ـ كانت ولا تزال ـ في حالٍ يُرثى لها، سواء في مستواها، أو مخرجاتها، حيث لا توجد خطة حقيقية، أو رؤية مختلفة على المدى البعيد.. فقط قرارات مفاجئة وعشوائية.. غير مدروسة، والنتيجة منظومة مهترئة وراسبة بامتياز.

ربما لا نتوقع نجاحًا في المنظور القريب لأي استراتيجية تعليمية، وتحقيق نتائج مرضية، في ظل أنواع متعددة للتعليم، وعدم وجود منهج وطني موحد، كما لو أننا في دول متعددة، بقوميات مختلفة.. ما بين الحكومي، الفني، العام، الأمريكي، الفرنسي، البريطاني، الألماني، الأزهري!!

وبما أن التعليم في مصر أصبح «حقل تجارب»، فليس بمستغرب أن تطفو على السطح أزمة كبيرة، أعقبها حالة من الغضب الشديد، تسيطر الآن على آلاف طلاب الثانوية البريطانية «IG» وأولياء أمورهم في مصر.

تلك الأزمة وصلت إلى ذروتها خلال الأيام الفائتة، وأصبحت تؤرق منام الآباء والأمهات، خوفًا على مستقبل أبنائهم، الذين تحملوا من أجلهم مشقة الحياة، لتوفير مستقبل تعليمي مميز، قد يضمن لهم فرص عمل أفضل.

أسباب الأزمة تعود إلى التغيير المفاجئ لنظام الثانوية البريطانية، بحجة رفع مستواه في مصر، وأن النظام الجديد يصب في «مصلحة الطالب» ليواكب جميع دول العالم، حيث سيطبق على طلاب الصف الأول الثانوي، «وإللي متضايق يروح للنظام الأمريكي»!!

أولياء الأمور «بُحَّت أصواتهم»، وطرقوا جميع الأبواب «دون رد»، للمطالبة بعودة النظام القديم، لأنه ـ برأيهم ـ ليس من العدل والإنصاف أن يصبح طالب «IG» ملزمًا بالحصول على 100% لدخول بعض الكليات، ناهيك عن صعوبة المواد وطريقة الامتحانات.

الملاحظ أن مثل تلك الاشتراطات الجديدة، لا وجود لها في كافة الدول الأوروبية، سواء في المواد المؤهلة، أو الدرجات، لكننا في مصر نتفنن في تضييق الخناق على الطلبة وأولياء أمورهم، حتى لا تكون لديهم أي فرصة حقيقية للالتحاق بكليات القمة في الجامعات الحكومية، كحق أصيل!

صراخ أولياء الأمور وشكاواهم واستغاثاتهم، لم يلتفت إليها أحد حتى الآن، ورغم مناشداتهم المتكررة التي لم تتوقف منذ أسابيع، بالاستماع إلى مطالبهم «العادلة»، لإنقاذ مستقبل أولادهم، إلا أن تجاهل المسؤولين أصبح سيد الموقف، كما جرت العادة في قرارات مصيرية أخرى، لا يعلم عنها أصحاب الشأن ذاتهم، إلا بعد فوات الأوان!

إن أولياء الأمور لا يطلبون ميزة إضافية لأبنائهم، أو التعامل معهم وفقًا لنظرية «خيار وفقوس»، لكنهم يتطلعون إلى فتح مجال للحوار حول هذا القرار المصيري «المفاجئ»، طامحين إلى إلغائه أو تعديله، أسوة بما حدث قبل فترة، مع الدبلومة الأمريكية «نظام السات»، الذي يعد «أسهل نسبيًا» من الثانوية البريطانية.

نتصور أن طبيعة نظام الثانوية البريطانية «معقد للغاية»، ولذلك فإن مراجعة الأمر ليس عيبًا، فمصلحة أبناء الوطن فوق كل اعتبار.. ومنطقيًا لا يمكن تجاهل مطالب وشكاوى الآلاف من أبنائنا الطلبة بهذه الطريقة، اللهم إلا إذا اعتبرنا أولياء أمورهم من فئة «المغضوب عليهم»!

أخيرًا.. يجب تغيير نظرتنا للتعليم، باعتباره قضية أمن قومي، لضمان مستقبل أفضل لأبنائنا، وبناء دولة عصرية قادرة على المنافسة في ظل التحديات العلمية والتكنولوجية الراهنة.. وبالطبع يجب تغيير عقول بعض الفلاسفة والمنظرين الذين يتخذون قرارات عشوائية مفاجئة على طريقة «إللي مش عاجبه يخبط راسه في الحيط»!

[email protected]