همسة طائرة
كل عام وكل المصريين بخير.. كل عام ومصر الحبيبة..عنيدة.. أبية.. عافية.. منتصرة وقادرة على العبور فوق المحن والتحديات.. كل عام والمصريون إيد واحدة وروح واحدة ووحدة وطنية واحدة
بمسلميها ومسيحيها.. فشهر يناير للمصريين هو شهر الأعياد بدءاً بالكريسماس وأعياد الميلاد المجيد، ووصولاً بأعياد الشرطة والطيران وثورة يناير.
يا سادة.. حقاً لقد أصبح شهر يناير من الشهور ذات الطبيعة الخاصة فى نفوس المصرين.. فإذا كان 25 يناير للشرطة المصرية الباسلة يعنى لها عيدها القومى لأنه اليوم الذى حفظت فيه شرطتنا المصرية للوطن هيبته وكرامته من الاحتلال الإنجليزى، وكانت المعركة التى أدارها رجال الشرطة فى الإسماعيلية ضد قوات الاحتلال الغادر بعد ذلك بمثابة شرارة ثورة الضباط الأحرار بالجيش المصرى ضد الفساد والإفساد وقتها، وساندها الشعب المصرى بكل فئاته وطبقاته حتى تحررت مصر من ظلم العبودية الملكية والاحتلال الانجليزى وكانت سبباً رئيسياً بعد ذلك فى حركات التحرر بالوطن العربى عام 1952.. فتحية لرجال مصر البواسل فى الجيش والشرطة فى عيد الشرطة.. لأن دماءهم عادت واحدة لحماية وطن واحد هو تراب مصر.
وإذا كان أيضا 25 يناير بالنسبة للشعب المصرى يعنى ثورة يناير 2011 سواء اختلف معها من اختلف واتفق معها من اتفق، ولكن يظل الجيش المصرى هو من حمى وحفظ تلك الثورة ومن تعاطف معها وحفظ الوطن من ويلات الاختراق والاحتلال الدينى المتطرف، فتحية لكل من حمى وحفظ وأمن لهذا الوطن أرضه وجوه وبحره..
يا سادة.. وسط هذا الاحتفالات بيوم 25 يبقى 26 من شهر يناير للعاملين بالطيران المدنى هو عيدهم منذ عام 1930.. حيث يعد هذا التاريخ تخليداً لليوم الذى أقلع فيه الطيار المصرى محمد صدقى من مطار برلين فى رحلة مثيرة عبر أوروبا بطائرته التى اشتراها من ألمانيا بماله الخاص، وطار بها منفرداً من برلين، ومضى ينتقل من مكان إلى آخر حتى وصل إلى القاهرة يوم 26 من يناير عام 1930.
وإذا كنا نحتفل منذ عام 1930 بهذا التاريخ.. فإن 25 يناير 2019 للأجيال القادمة فى الطيران المدني سوف يحعلها تحتفل بهذا التاريخ تحديدا نظراً للإنجازات التى صنعها رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه من البذل والعطاء بقيادة الفريق يونس المصرى، حيث يتزامن هذا التاريخ هذا العام مع تشغيل رحلات مصر للطيران من مطار سفنكس نعم من مطار سفنكس مطار جديد فى منطقة جديدة تؤكد الفكر الذى طالما طالبنا به وبح صوتنا بأن نخرج كثافة ركاب رواد مصر من مطار القاهرة الذى اكتظ بركابه إلى الفضاء الرحب فى صحراء مصر مترامية الأطراف حول القاهرة الكبرى فى ظهيرها الصحراوى ليأتى سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى ويهدى الطيران المدنى المصرى 5 مطارات جديدة تتناسب وفكره فى التنمية المستدامة لمصر 20/30 وتتوج فرحة هذه الهدية بجهود قيادات سابقة بالطيران بذلت جهدها لتجهيز تلك المطارات ويحمل القائمون على أمر الطيران المدنى الآن بقيادة الفريق يونس المصرى لواء التحديات لتخرج تلك المطارات للنور بالفعل بالتشغيل الفعلى لرحلات لمصر للطيران من وإلى مطار سفنكس إلى الأقصر وأسوان وشرم والغردقة لتشهد تلك الرحلات إقبالاً كثيفاً يؤكد أن تلك القيادات تسير على الدرب الصحيح ليكون عيدالطيران أرضاً بافتتاح مطار سفنكس.. وجواً بتحليق رحلات مصر للطيران فى سماء مصر والعالم للقيام بدورها الوطنى فى التوظيف وإعطاء الفرصة كاملة لأبناء الوطن للحصول على فرصة عمل على شركتهم الوطنية ليأتى القرار التاريخى للفريق يونس المصرى بقبول كل المتقدمين من الطيارين والمضيفيين ليدخل البهجة والفرحة على 380 بيتاً مصرياً هم بيوت أسر الطيارين الذين تم قبولهم بالطيران المدنى ليحرك سوق العمل الراكد فى الطيارين منذ 5 سنوات.
وتأكيداً لدور وزارة الطيران الداعم للثقافة ونشر الوعى تأتى مشاركتها وزارة الثقافة احتفالها باليوبيل الذهبى لمعرض الكتاب بأن تكون مصر للطيران الناقل الرسمى لضيوف وزوار المعرض لأول مرة.. وانتعاش حركة السياحة بعدالقرارات التاريخية التى اتخذها الفريق يونس المصرى فى برنامج تحفيز الطيران مع وزارة السياحة.. وهى القرارات التى أشادت واثنت عليها الوزيرة الشابة رانيا المشاط.
ولأول مرة بالشرق الأوسط تقوم شركتنا الوطنية مصر للطيران» بتطبيق المراجعة الآلية فى قبول شحنات البضائع الخطرة.. لتكون هى أول شركة طيران فى المنطقة تطبق هذا البرنامج فى قبول هذه النوعية من الشحنات ذات العائد المرتفع بشكل آلى وأمن وفعال وبدقة مطلقة مما يدر عائداً اقتصادياً مهماً لمصر.
همسة طائرة.. يا سادة هذا قليل من الكثير والكثير من الإنجازات التى تحتاج لمجلدات ليس المكان هنا لسردها ولكننا حاولنا بقلمنا البسيط أن نقول للمخلصين بالطيران المدنى شكراً جزيلا على جهودكم لرفعة شأن الطيران المدنى التى هى رفعة لشأن الوطن ليظل عيد الطيران المدنى.. هذا العام عيد بطعم التميز.