عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ظلال الود

عقب انتهاء اللقاء الشهرى لمجلس المحافظين مع د. مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء بدقائق الخميس الماضى، اتصل بي صديقى الإعلامى القدير ابراهيم أمين اباظة، مندوب الاذاعة فى مجلس الوزراء، يزف اليّ نبأ تكليف الرئيس عبدالفتاح السيسي للمحافظين بأن يتم التعامل مع جميع البنايات التى لم يقم أصحابها بطلائها من الجهات الأربع بطلائها فى مهلة محددة، على أن تكون موحدة بكل محافظة وطبقًا لبرنامج يتم وضعه لتظهر البلاد بوجه جمالى وحضارى.

كنت انا وابراهيم أمين اباظة تطرقنا فى جلسات خاصة سابقة بيننا حول العديد من المظاهر السلبية التى ينبغى التعامل معها بجدية والقضاء عليها، ومنها عشوائيات ومخالفات البناء وقبح الواجهات، واجرينا حوارا على الهواء للإذاعة تم بثه مساء الاحد الماضى على موجات البرنامج العام.

لم أخفِ حماسي وفرحتى بهذا التكليف، لموضوع يستفزنى كثيرا، وهو حالة العشوائية التى تضرب مدن وقرى البلاد،  ولا أخفى وصفها بحالة تلوث وقبح بصرى ليس لها مثيل فى العالم.

وبقدر تقديرى واغتباطى بهذا التكليف للمحافظين، بقدر تحفظى على توقيت التكليف، والذى بلا شك يمثل عبئا اضافيا على الاسرة المصرية التى تئن من وضع اقتصادى أدعو الله سبحانه وتعالى ان يتحسن رويدا رويدا، ويشعر به المواطن فى حياته واحتياجاته اليومية الصحية والتعليمية وقوت يومه.

ولا أنكر الجهد الفائق الذى يبذل لتخفيف المعاناة، والذى لا يتناسب مع مطالب وطموحات واحلام الجماهير والتى اعترف بها الرئيس عبدالفتاح السيسي مرارا بأن الشعب هو البطل الحقيقي الذى تحمل العبء الاكبر لعملية الإصلاح الاقتصادى.

التكليف مهم ومطلوب، ولا يحتاج لتشريعات جديدة أو افكار خارج الصندوق بقدر توافر الامانة والاخلاص الجدية من المحافظين والجيوش الجرارة من موظفى الادارات المعنية بالأحياء والقرى.. وأن لا تكون سبوبة اخرى للمزيد من ابتزاز الناس، وتهديدهم بسرعة الانجاز والا تحرير مخالفة، فيكون المعلوم لغض النظر عن المخالفة.

لدينا فى المحليات تعليمات وقوانين لمخالفى البناء نحتاج الى تبيانها للناس وشرحها للموظفين وتدريبهم على كيف التعامل الاخلاقى مع المواطنين، لدينا ادارت قديمة للمتابعة ينبغى تفعيل نشاطها. التكليف يتطلب اولا بحثا اوليا وحصرا للواقع المزرى لحالة العشوائيات وطرح الحلول للمعالجة والتنفيذ، وهذا يتطلب فترة زمنية لن تقل عن خمس سنوات.

وعلى المحافظين الآن وقبل اى وقت ارسال رسائل شديدة اللهجة وتعليمات الى الجهات المسئولة عن البناء وكافة المرافق بعدم منح تصريح البناء الا بعد التعهد بجمال الواجهات الخارجية كونها ملكا للذوق العام، وان لا ترد قيمة تأمينات البناء التى يدفعها المواطن مقدما الا بعد التأكد من توافر اللمسات الجمالية على واجهات المبنى، ومن يتوانى عن التفيذ يوقف توصيل الخدمات الي البناية، أو تتولى الاحياء تنفيذه خصما من التأمين او فرض غرامة اجبارية. لدينا بعض المحافظات كانت قد بدأت من سنوات بتوحيد الوان واجهات البنايات ومنها السويس، ولكن التراخى والاكراميات وغيرهما شوهت هذه الصور الفريدة وعادت العشوائيات تطل برأسها من جديد.

جدية كل محافظ وخططه وبرامجه ورجاله وتجاوب المواطنين وتقدير الأمور بشكل سليم هى افضل السبل لعودة اللمسات الجمالية لمصر والتى كثيرا ما تغنينا بها. فهل تعود اللمسات الجمالية لواجهات بيوتنا؟ هذا ما نحلم به.