رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فين؟

لا أحد خرج فى ثورة 25 يناير، وهو يريد إسقاط مصر.. كل الوجوه التى ظهرت فى يناير كانت تريد إسقاط مبارك فى عملية سلمية لتداول السلطة.. وحتى هذا الأمر لم يظهر فى البداية.. فقد كان الغضب كله تجاه ممارسات وزارة الداخلية.. وكان مطلب الغاضبين إقالة وزير الداخلية والعودة للبيوت.. فلما تباطأ مبارك تحول الأمر إلى ثورة تطالب بإقالة الرئيس!

والفرق كبير بين إسقاط الدولة وإسقاط النظام، وأظن أن الشباب انقسموا حين قال «مبارك» كلمته الشهيرة «عشت فى مصر وسأموت على أرضها».. وبكت بعض المذيعات والمذيعين وقالوا: خلاص بقى إنتوا عاوزين إيه؟.. وأسوق هذه اللقطة للتدليل على أن ثوار يناير لم يكن لديهم فكرة عن آخر المشوار.. ولم يكن فى تفكيرهم أى شيء مما حدث فى وقت لاحق!

فكرة المؤامرة لم تكن «حاضرة» فى وعي أى من الثوار.. من الجائز تم الكشف عنها فيما بعد.. ومن الجائز استجاب بعض النشطاء لتدخلات شيطانية، لكن تبقى الثورة فى مجملها طاهرة نظيفة.. وليس معنى ضبط حرامى أن يكون الجميع حرامية.. وليس معنى ضبط جاسوس أن يكونوا جواسيس.. فمن الذى يملك تحريك الجماهير بهذا الشكل إلا «الوجع» والألم؟!

بالتأكيد فإن نظام مبارك قد تداعى من داخله.. وبالتأكيد فإن الممارسات التى كانت تتم على الأرض كانت تدفع للثورة.. ولا يعنى هذا أن مبارك كان يسمح بهذا، ولكن لأن البساط قد انسحب من تحت أقدام الرئيس.. فأصبح ابنه يدير الأمر.. وأصبحت زوجته تتحكم أيضًا.. ومن هنا ازدادت موجات الغضب، لكنها لم تكن أبدًا تريد «إسقاط مصر» ولا حتى إسقاط النظام!

وليس لما جرى فى يناير 2011 أى صلة بمخطط التقسيم، الذى تم وضعه فى 2004.. فلم توعز أمريكا إلى وزارة الداخلية بقتل خالد سعيد.. ولم تُعز أمريكا إلى الحزب الوطنى بتزوير انتخابات 2010.. هناك أخطاء بشعة «ألغت الديمقراطية»، وأصبحت الممارسة حكرًا على «حزب الرئيس» فقط.. ربما حدث استغلال لذلك، ولكن إسقاط الدولة لم يكن جزءًا من الثورة!

أود أن أشير أيضًا أن الثوار لم يكونوا كلهم «نشطاء».. ولم تكن لهم علاقات بالخارج، ولم يتربحوا من الثورة.. فالملايين التى نزلت إلى الميادين ربما كانت أول تجربة سياسية لهم.. وربما كان أول وعيهم على العمل العام.. وربما لم يشعروا بأى أضرار من قبل.. لكنهم كانوا يحلمون بمصر الجديدة.. كان لديهم أمل أن تكون مصر ديمقراطية.. كان هذا هو الحلم!

فلا أحد كان يستطيع «تحريك» كل هذه الجماهير، مهما أوتى من القوة.. كان الوجع والغضب هو الذى حرك الناس.. فلم تكن «ثورة جياع»، ولكنها كانت ثورة «طلاب حرية».. فما بالك أن يقال إن شوية نشطاء أو «شوية عيال» مأجورين كانوا يحركون الجماهير؟.. عيب!