رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الشعب يريد

احتفال مصر بافتتاح مسجد الفتاح العليم وكنيسة فى ساعة واحدة يعيدنا إلى مصر الحضارة وأرض الأديان.. وإن سبقها استشهاد الرائد الشهيد مصطفى عبيد وإصابة اللواء انتصار منصور عقب تفكيك عبوات ناسفة دفع كلاهما حياته لنحيا نحن جميعاً بسلام.. هل يتناسب ما نعيشه من انفتاح وطنى يلمسه كل مصرى وينعم بالمواطنة كل من يحيا على أرض المحروسة مع هذه الأفعال الشنيعة والتى تعارض كل الأديان والقيم والأخلاق والفطرة الإنسانية.

إن علينا جميعاً كمصريين أن نقف ونتساءل: إلى متى سنظل نعانى من الضالين والمضللين؟ ولماذا نكثر من الحديث الذى حسمناه منذ فجر التاريخ كمصريين ومنذ حكم الإخوان المسلمين حول مشروعية تهنئة المسيحيين بعيدهم؟ ونذيع ونزيد فى هذا السؤال المهين لنا كمسلمين أولاً ثم كمصريين ثانياً.. إننى كتبت مقالاً إبان رئاسة د. مرسى وحكم الإخوان عنوانه «كل عام والمسيحيين بخير ولو كره الكافرون» ولم يفتح منهم أحد فمه بكلمة ولم يرد أحد أياً كان لأن التيارات المتطرفة والمتخلفة لن تضحك على شعب عاش أكثر من 1400 سنة يضمن ويعى حق غير المسلم بل ويفضله فى الكثير من الأحيان على المسلم، فإذا كان جارى مسيحياً فله أكثر الحقوق من قريبى المسلم لأن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أوصانا به خيراً ولم يحدد دينه أو لونه، إننا المصريون عرفنا الأديان والتوحيد والميراث قبل الرسالات السماوية لقد ولدنا متحضرين ولم يكن يرد فى خلد أى مصرى قديم أن يأتى يوم نشرح كيفية تهنئة غير المسلم بعيده.. إن التسامح شيمة المصريين فكيف نبدأ بما أرسيناه منذ آلاف السنين.. مطلوب أن نفيق ونصل لعقل كل طفل لنصقله بالوطنية والمواطنة وسر بناء مصر شامخة بالرغم من الحروب والضغوط وما تعانيه من الفساد الخلقى والمادى الذى تراكم حتى أفقدنا خيرة شبابنا وجعل الأب يقتل أبناءه الواحد تلو الآخر وقبلهم زوجته وهو الطبيب وليس العاطل، والمتعلم وليس الجاهل.. وأصرخ متسائلة: أين العلماء والإعلام ودور الجامع والكنيسة؟

إن الأمية التى تفشت فى المجتمع المصرى يمكن القضاء عليها فى عام واحد ولنا تجارب تثبت وتشهد على ذلك والتعليم متاح للجميع إن لم يكن بالمدرسة ففى الجامع والكنيسة ولدينا أمثلة كثيرة على ذلك عشناها وقت إن كان كل مصرى مشغولاً بالهم الوطنى وليس بالمناصب التى لا تؤهله لها إمكانياته أو القصور التى يراها ضرورة للحياة ومظاهر السفه التى ترفعه لمكانة يريدها لنفسه.. إن الطبيب يوم انفصل عن مرضاه يعانى كل منهما الآن والمدرس حين حكمته الفلوس وعدد علاقاته بتلاميذه بالمال فشل وفشلوا معه، والصحفى عندما جرى وراء المال والعقار ونسى عمله والإعلامى الذى فقد عقله مع الملايين والأزياء والتجميل ساء حاله ووصله لضربه من الجمهور وفى النهاية إن لم نهتم بواقع الوطن ومعاناة المواطنين فالخسارة لنا جميعاً والمكسب للفاسدين.

أدعو الرئيس السيسى بجملة إنجازاته وسرعة بنائه لمشروعات أن يجعل المسافة بين مسجد الفتاح العليم وكنيسة ميلاد المسيح والتى تصل إلى حوالى 12 كيلو متراً كلها مدارس ومستشفيات ومصانع لتوفير وجبات مدرسية ومستلزمات طبية وأن نعيد للتلاميذ التدريب العملى على التسامح والمحبة ونعيد «الراهبات» للتعليم والتمريض ونعيد العمل التطوعى للمدرسة والمستشفى بناء وعطاء وسماحة.