رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إشراقات

كل الأديان السماوية أوصت بحسن معاملة الوالدين وضرورة الرفق بهما فى الكبر ومع ذلك ما زال منا من يعوق والديه ويهملهما وكأنهما باتا أشبه بخيل الحكومة الذى ينبغى الخلاص منه بمجرد أن يصلا للعجز!! رغم أن ديننا الحنيف يخبرنا، ويقول لنا كما تدين تدان فافعل ما شئت!! وإذا لم تصدقنى اقرأ معى هذه القصة البليغة فى معناها والغنية فى مغزاها..

فقد جلست إحدى الأمهات ذات مساء تساعد أبناءها فى مراجعة دروسهم وأعطت طفلها الصغير البالغ الرابعة من عمره كراسة للرسم حتى لا يشغلها عن ما تقوم به من شرح ومذاكرة لإخوته الباقين.

وتذكرت فجأة أنها لم تحضر طعام العشاء لوالد زوجها الشيخ المسّن والذى يعيش معهم فى حجرة خارج المبنى فى ساحة البيت.

وكانت تقوم بخدمته ما أمكنها، ذلك والزوج راضٍ بما تؤديه من خدمة لوالده والذى كان لا يترك غرفته لضعف صحته. أسرعت بالطعام إليه وسألته إن كان بحاجة لأى خدمات أخرى ثم انصرفت عنه عندما عادت إلى ما كانت عليه مع أبنائها، لاحظت أن الطفل يقوم برسم دوائر ومربعات ويضع فيها رموز، فسألته متعجبة: ما الذى ترسمه يا حبيبى؟! أجابها بكل براءة: إنى أرسم بيتى الذى سأعيش فيه عندما أكبر وأتزوج. أسعدها رده فقالت وأين ستنام؟ فأخذ الطفل يريها كل مربع، ويقول هذه غرفة النوم، وهذا المطبخ، وهذه غرفة لاستقبال الضيوف، وأخذ يعدد كل ما يعرفه من غرف البيت، ولكن الأم ﻻحظت أن ابنها ترك مربعاً منعزلاً خارج الإطار الذى رسمه ويضم جميع الغرف فعجبت وقالت له: ولماذا هذه الغرفة خارج البيت منعزلة عن باقى الغرف؟!

أجاب الطفل الصغير بكل براءة: إنها لكِ يا أمى سأضعك فيها تعيشين كما يعيش جدى الكبير الآن! صعقت الأم لما قاله وليدها وسألت نفسها وهل سأكون وحيدة خارج البيت فى الساحة دون أن أتمتع بالحديث مع ابنى وأطفاله وآنس بكلامهم ومرحهم ولعبهم عندما أعجز عن الحركة؟ ومن سأكلم حينها؟ وهل سأقضى ما بقى من عمرى وحيدة بين أربعة جدران دون أن أسمع لباقى أفراد أسرتى صوتاً؟

أسرعت الأم فوراً بمناداة الخدم ونقلت وبسرعة أثاث الغرفة المخصصة لاستقبال الضيوف والتى عادة ما تكون أجمل الغرف وأكثرها صدارة فى الموقع، وأحضرت سرير عمها (والد زوجها)، ونقلت الأثاث المخصص للضيوف إلى غرفته خارجاً فى الساحة، وما إن عاد الزوج من الخارج حتى تفاجأ بما رأى وتعجب له فسألها ما الداعى لهذا التغيير؟ فأجابته والدموع تترقرق فى عينيها إنى أختار أجمل الغرف التى سنعيش بها أنا وأنت إذا أعطانا الله عمراً وعجزنا عن الحركة، وليبق الضيوف فى غرفة الساحة ففهم الزوج ما قصدته، وأثنى عليها ما فعلته لوالده والذى كان ينظر إليهما ويبتسم بعين راضية!!