رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إشراقات

 

دار فى الأيام الأخيرة حوار ساخر.. حول تصريح أدلى به مسئول بمصلحة السجون.. تحدث فيه عن مرتبات المساجين.. والتى وصلت الى 6 آلاف جنيه.. وأن السجون بها بط و اوز ونعام!!

ورغم أن الوزارة قد أوضحت فى بيان لها.. أن مسئول السجون.. كان يقصد أن هناك مزارع لتربية البط والاوز والنعام.. داخل السجون ويقوم المساجين بتربيتها والاعتناء بها إلا أن موجات السخرية.. على وسائل التواصل الاجتماعى لم تتوقف حتى الآن!!

ولعل هذا ما دفع زميلى وصديقى يسرى شبانة.. وهو واحد من أقدم وأشهر.. محررى الحوادث فى الصحافة المصرية.. ليذكرنى بأشهر حواراته الصحفية.. وكانت مع سجين عمره.. أكثر من 72 وقتها واسمه «القص».. وهو تقريباً أقدم سجين فى السجون المصرية وقتها.. وكان القص مقطوعًا من شجرة.. دخل السجن منذ بداية شبابه.. وكان لايخرج منه ابدا.. لأن جرائمه تعددت داخل السجن.. كما تعددت خارجها.. وهو استكان لهذا الوضع واستراح له.. خاصة وانه مقطوع من شجرة كما اسلفنا !!

وفى صباح أحد الأيام فوجئ القص.. بمسئول السجن يبلغه بالإفراج عنه!!

وقع الخبر على رأس القص كالصاعقة.. فهو لايدرى لأى مكان يذهب.. فليس له أهل وﻻ سكن خارج السجن.. ومن هنا حاول الرجل التشبث باسوار السجن وعدم الخروج منه.. إلا أن مسئولى السجن طردوه خارجه!!

وما أن وقعت عيناه على الدنيا خارج السجن.. حتى شعر الرجل بالتوهان.. لايدرى الى أين يذهب.. وبالفعل جاع الرجل.. ولم يجد احدا يأويه او يقدم له يد المساعده.. فشعر انه خرج من أبواب السجن الصغير.. لسجن أكبر وأسرار أعلى!!

وهنا فكر القص فى العودة للسجن مرة اخرى.. فاشترى شريطًا من الأسبرين.. وقام بطحنه ووضعه فى كيس صغير.. وذهب لقسم الشرطة وقال لهم ها أنا أعمل فى تجارة البودرة!!

قبضوا عليه ولكن تحليل الطب الشرعى.. كشف لعبته فخاب مسعاه .. وافرج عنه مرة أخرى!!

فخرج الرجل من حبسه.. واشترى سكينا وضرب به.. لأول سيدة تقابله حتى أجهز عليها تماماً.. وبالمصادفة كانت الضحية - رحمها الله - والدة لاثنين من القضاة الأفاضل!!

المهم فى القصة أن يسرى شبانة.. كعادته فى البحث عن السبق الصحفى. .سارع بالذهاب للرجل فى القسم.. وسأله عن سبب قتله للسيدة الفاضلة.. رغم عدم وجود سابق معرفة بينهما.. فاعترف بالسر الخطير.. وقال له القص لشبانة.. طوال عمرى وأنا كوماندا السجن.. وبصفتى هذه كنت أحتكر زيارات المساجين.. فلا زيارة يحملها أهل السجين له.. وإلا تمر على أولا.. لذلك كنت كل يوم.. لابد وأن أكل البط والنعام والجمبرى.. وكل خيرات الله فى أرضه!!

بينما عندما خرجت من السجن موت جوعاً.. لذلك سعيت لدخول السجن.. وقتلت اول سيدة قابلتنى فى الشارع.. حتى أعود إلى «جنة السجن» مرة أخرى!!