رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

من سوء حظك، وحظى، وحظ كل إنسان فى هذا العالم، أن تكون هذه هى الأفكار التى يؤمن بها جايير بولسونارو، الرئيس البرازيلى الجديد، فلا يجد حياءً من الاعتراف بها علنًا، ولا حتى من السعى إلى الترويج لها، دون اهتمام بالإنسان من حيث هو إنسان!

ولا أقصد هنا كلامه منذ كان مرشحًا رئاسيًا، إلى أن فاز فى السباق الرئاسى، عن رغبته فى نقل سفارة بلاده فى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس.. فالدبلوماسية المصرية قامت بالواجب فى مواجهة هذه الرغبة، عندما جرى تأجيل زيارة إلى القاهرة كانت مقررة لوزير خارجية البرازيل!

ورغم أن الخارجية المصرية لم تعلن صراحةً، أن التأجيل كان سببه الحماس غير المفهوم من جانب بولسونارو، لنقل سفارة بلاده، إلا أن «الرسالة» من وراء تأجيل الزيارة وصلت، فسمعنا على الفور متحدثًا باسم الرئيس المنتخب يقول، إنه لا يزال يفكر فى موضوع نقل السفارة ولم يقرره بعد!

وما أقصده بسوء الحظ فى أول هذه السطور، أن الرئيس المنتخب نفسه، والذى لم يتسلم منصبه إلى الآن، ما كاد يتخلى عن فكرة نقل السفارة.. ولو مؤقتًا.. حتى خرج على العالم ليقول إنه يفكر فى الانسحاب من اتفاق المناخ، الذى كانت دول العالم قد وقعت عليه فى باريس ٢٠١٥، بحضور واهتمام من إدارة الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما!

ويبدو أن رئيس البرازيل الجديد رجل شديد الإعجاب بالرئيس الأمريكى دونالد ترمب، الذى كان قد سارع بنقل سفارة بلاده إلى القدس، ولم يتوقف عند حدود التهديد باتخاذ قرار نقلها، ولا بالتلويح به فى الهواء، كما كان رؤساء أمريكيون سابقون كثيرون يفعلون!.. وهو لم ينقل السفارة وفقط، ولكنه أيضًا أعلن انسحاب بلاده من اتفاق المناخ وانسحب فعلًا!

وفى قمة مجموعة العشرين التى انعقدت أول هذا الأسبوع فى الأرجنتين، كان من الطبيعى أن تعيد دول المجموعة، باستثناء الولايات المتحدة، التأكيد على دعمها الاتفاق، ثم كان من الطبيعى أن يعيد بولسونارو التلميح إلى إمكانية انسحاب بلاده من ذات الاتفاق!

يحدث هذا فى الوقت الذى تظل فيه أمريكا ومعها البرازيل، من أكثر الدول.. وربما أكثرها.. تلويثًا للبيئة، بحكم المساحة الشاسعة لكل بلد منهما، وبحكم النشاط الصناعى الهائل فوق أرض الأولى فى الشمال الأمريكى، وفوق أرض الثانية فى الجنوب!

ثم يحدث هذا أيضًا، فى وقت انعقدت فيه القمة العالمية للمناخ صباح الأحد فى بولندا، ومن المفارقات المحزنة أن الحكومة البولندية لا تزال تتمسك باستخدام الفحم للحصول على الطاقة.. وهو أمر ملوث للبيئة إلى حد بعيد، وضد سلامة المناخ على طول الخط!

ولم تجد منظمة جريينبيس المهتمة بصحة الإنسان، مناسبة أهم من أجواء انطلاق القمة فى بولندا، لإطلاق شعار فى سمائها يقول: لا مجال للأعذار، فالكوكب يحترق، وحان الوقت لنتحرك!

ولكن كيف نتحرك بينما ترامب وبولسونارو بيننا!