رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

 

 4 ديسمبر 2012.. يوم مليونية «الفرصة الأخيرة» من الشعب المصرى إلى الديكتاتور محمد مرسى وطغمته الحاكمة المخادعة.. المتسترة بعباءة الدين.. يوم خرج ملايين المصريين هاتفين بسقوط حكم الإخوان الإرهابيين.. ورافضين للإعلان الدستورى «إعلان الديكتاتورية» الذى أصدره مرسى وعشيرته ليوسع سلطاته.. ويتغول بها.. ويحصن قراراته وقرارات الجمعية التأسيسية التى شكلها من أعضاء العشيرة لصياغة دستور جديد بعيدا عن الرقابة القضائية.. ويشكل عدوانا صارخا على السلطة القضائية وانتقاصا من استقلال القضاء وإهدارا لحقو الشعب وحرياته.

•• فى ذلك اليوم

احتجبت الصحف المستقلة والحزبية.. وفى مقدمتها صحيفة «الوفد» عن الصدور.. فى خطوة تاريخية سبقها إجراء تاريخى آخر.. وهو ظهور هذه الصحف فى يوم 3 ديسمبر بصفحات أولى سوداء.. تحمل شعارا واحدا هو «لا للديكتاتورية» و"لا للدستور الذى يلغى الحقوق ويكبل الحريات".. ولتحمل «الوفد» بشكل خاص عناوين أخرى تعبر عن رفض الوفديين حزبا وصحيفة لطغيان محمد مرسى وصمته على بلطجية عشيرته الذين أغلقوا المحكمة الدستورية العليا التى تمثل أعلى سلطة قضائية فى البلاد.. ومنعوا قضاتها من الوصول إلى مكاتبهم.

وكان هذا «التسويد ثم الاحتجاب» إنذارا بأن حدثا أعظم سوف يأتى.. نتيجة للسياسات الخطيرة للنظام الحاكم الذى يستهتر بوحدة الوطن ويضعه على حافة التمزق والاقتتال والاحتراب».. وهو ما تحقق بالفعل فى 30 يونيو 2013 عندما توحدت إرادة الشعب وجيشه.. فى ثورة حقيقية أطاحت بالطغاة وزلزلت عرشهم وأنهت حكمهم إلى غير رجعة.

•• وقبل 4 ديسمبر بأيام

كانت نقابة الصحفيين قد شهدت انعقاد اجتماع ساخن لأعضاء جمعيتها العمومية.. أعلن فيه الصحفيون رفضهم للإعلان الدستورى.. وتأييدهم لقرار مجلس النقابة بالانسحاب من الجمعية التأسيسية المعنية بكتابة الدستور الجديد.. اعتراضا على مواد مسودته المزمع الاستفتاء عليه.. والذى يصادر الحريات والحقوق ويسمح بتعطيل الصحف وحل النقابات.. كما أعلن بيان صادر عن الجمعية العمومية للصحفيين اعتزامهم الإضراب العام وحجب الصحف عن الصدور.. تزامنا مع تعليق عدد كبير من رجال القضاء والنيابة العامة العمل فى المحاكم والنيابات.. تنفيذا للقرار الصادر من الجمعية العمومية لنادى قضاة مصر.. وذلك حتى إلغاء الإعلان الدستورى.

ورفع الصحفيون شعار «ان الصحفيين موحدون فى الدفاع عن حرية الشعب المصرى وحرية الصحافة المصرية».. ليستمر التصعيد من جانب الجماعة الصحفية وصولا إلى احتجاب الصحف فعليا عن الصدور.. وهو ما وصفته وسائل الإعلام العالمى حينها بأنه «ضربةً قويةً لقرارات مرسى الديكتاتورية وللدستور الذى يُشكل خطرًا على حرية التعبير».. كما اعتبروه رسالة قوية بأن «مصر نفسها فى طريقها للاحتجاب».. و"ان الدولة تدخل مراحل خطيرة وفى طريقها للتفتت وإنهاء كيانها".

•• على المستوى الشخصي

ستظل ذكرى هذا اليوم المجيد.. مصدر فخر واعتزاز دائم لمشاركة صحيفة «الوفد» ورئيس تحريرها فى ذلك الوقت كاتب.. هذه السطور.. فى معركة ضارية.. تاريخية.. استمرت عاما كاملا ضد طغيان الإخوان واختطافهم للوطن.. حينما حملنا أكفاننا فوق أيدينا.. وواجهنا إرهابهم وإجرامهم بصدور مفتوحة.. لا نمتلك درعا أو سيفا.. ولا نحمل فى أيدينا الا أقلامنا وشرف كلمتنا ويقظة ضمائرنا المحبة للوطن.. وارواحنا التى تهون فى سبيل حريته ورفعة شأنه وسلامته من المعتدين.. وهى معركة سيأتى الوقت لتوثيقها ووضعها فى مكانة تليق بها فى سجل التاريخ.. حيث لم تستطع صحيفة اخرى فى ذلك الوقت مجاراتنا فى الجرأة والشراسة والقوة التى واجهنا بها محمد مرسى وعصابته.. إلى أن استطاع شعب مصر بدعم من جيش مصر العظيم ومؤسساته تصحيح المسار باطلاق ثورة 30 يونية المجيدة.. فكانت النهاية الأبدية لجماعة ظلت على مدى أكثر من 80 عامًا خنجرًا فى جسد الوطن.

•• وفى هذا اليوم

لا يسعنا الا أن نوجه التحية لشعب مصر الصامد البطل الذى أبهر العالم بثورتين عظيمتين فى 30 شهرًا.. والى جيش مصر الذى انحاز لإرادة الشعب.. وتحية إلى كتيبة صحيفة «الوفد» التى خاضت هذه المعركة.. كل فرد باسمه.. ومن قبلنا جميعا تحية لأرواح الشهداء من شباب الثورة ومن أبناء جيش مصر والشرطة البواسل الذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم.. لكى نحيا اليوم فرحة الاحتفال بهذا اليوم المجيد.