رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

مهرجان الموسيقى العربية فى دورته السابعة والعشرين (27) والذى يقام على عدة مسارح منها دار الأوبرا المصرية ومسرح الجمهورية وسيد درويش بالإسكندرية ودمنهور هو مهرجان ومؤتمر علمى فى المقام الأول، لمناقشة قضايا الموسيقى والتراث الغنائى العربى فى محاولة لتأصيل هذا الفن الذى هو مزيج من الموسيقى الشرقية والتركية والشعبية التراثية الخاصة بكل بلد عربى وكانت الدكتورة رتيبة الحفنى هى من أطلق فكرة هذا المؤتمر والمهرجان الذى يجمع التراث ويحدده ويوثقه ويعيد إحياءه للأجيال الحالية وأعتبر المهرجان حدثا عربيا ومصريا يجذب المشاركين والدارسين والمهتمين بأمر الفن والموسيقى والغناء العربى وهذا العام نجد أن المهرجان ضم أصواتاً عربية شابة إلى قائمة المطربين من وائل جسار وصابر الرباعى ورامى عياش إلى لطيفة ومدحت صالح وهانى شاكر وعلى الحجار ومحمد الحلو ومحمد ثروت وماجدة الرومى وإذا كانت فكرة المهرجان والمؤتمر هى الموسيقى العربية بين الواقع العربى والعالمى كما صرحت د. رشا طموم رئيس اللجنة العلمية فإن المهرجان طغى على البعد العلمى والأكاديمي للمؤتمر وتحول المهرجان إلى مهرجان فقط للموسيقى والغناء المعاصر بمعني أن المطربين والفرق الموسيقية والغنائية قدمت الأعمال الحديثة والمعاصرة للملحنين والمطربين دون وضع خريطة فنية جادة تجمع بين التراث وبين المعاصرة وأيضاً تم تكرار العديد من الأغنيات والمقطوعات الموسيقية فى عدة حفلات ولم تكن لكل حفلة صيغة خاصة وتيمة يدور حولها العمل واشتراك شباب المطربين من مصر دون النظر إلى القيمة والمكانة فى المجال الفنى أفقد المهرجان المعنى والمغزى والهدف الذي أقيم من أجله وإن كان الإعلام لم يسلط الضوء على الفعاليات التي أقيمت على هامش المهرجان مثل معارض الخط العربي ومسابقات الغناء للأطفال والشباب والعزف على الكمان, ذلك لأن الإعلام لا يدرك قيمة الثقافة والفنون ولا يعرف من المهرجان إلا الجانب الجماهيري التجاري فيتم تسجيل حفلات دار الأوبرا فقط بينما الفعاليات المصاحبة والمسابقات المهمة للأطفال والشباب لا يتم عرضها أو الاحتفاء بها أو تسليط الضوء عليها أيضاً الحفلات التي تقام على مسرح الجمهورية أو مسرح سيد درويش بالإسكندرية لم يتم تسجيلها من قبل الإعلام ولم تحاول القنوات الفضائية أو قنوات التليفزيون أن تتابعها ولم تسجل فعاليات المهرجان في دمنهور أو قصر ثقافة طنطا لأسباب اقتصادية ومالية، منها أن الفضائيات لا تهتم بالثقافة وليس لديها خطة إعلامية، ولأن التليفزيون المصري فقد الكثير من إمكاناته وأصبح يعاني مالياً ولأن وزارة الثقافة لا تتعاون بشكل أكبر وأكثر فاعلية مع الإعلام الرسمي للدولة بحيث تستغل القنوات المحلية في الإسكندرية وشمال الدلتا لتسجيل ومتابعة تلك الفعاليات ولأسباب أخرى تتعلق بأن الاهتمام بالأوبرا هو محور وزارة الثقافة التي تتعامل مع بقية مسارح الدولة باعتبارها حكومية لا استثمارية وأنها لا تستحق الاهتمام والتألق الاعلامي والمالي الذي يوجهه إلى الأوبرا باعتبار الأوبرا هي دار الصفوة وأصحاب الياقات البيضاء، لذا فإن تذاكر الحفل الواحد تقترب من آلاف الجنيهات، بينما بقية المسارح تبدأ من 20 إلى 100 جنيه، لذا فالثقافة والفن دخل دائرة الاستثمار من قبل الحكومة والوزارة وكما لو كنا نعيش ذات الأيام التي سبقت ثورة 52 ومن ثم فلا عجب أن نرى ظاهرة عشوائية تسمى بيكا وشطة وانهيار وما تبعه من القيم الفنية والثقافية ما دامت الأوبرا للبعض.. والباقي يكفيه هؤلاء الذين يقضون على الذوق والفكر والثقافة بالرغم من أن الثقافة للجميع.. والأوبرا لنا ولهم.