عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لوجه الله

بدت عليه ملامح النبوغ المبكر فىطفولته، كان لا يهتم كثيراً بمذاكرة دروسه التى يكرهها لاعتمادها على التلقين ورغم ذلك كان دائم التفوق، فى مرحلة الطفولة كتب أول قصيدة وأول قصة قصيرة، مارس عدة رياضات تميز فيها جميعاً ولم يدرك من المنافسة الرياضية إلا أنها غالب فقط، مابين مرحلتى الطفولة والمراهقة توصل لعدة ابتكارات أغلبها يمكنك أن تراه فى الأسواق الآن، لكن أهم ما توصل إليه من الابتكارات هو أحد الأسلحة الدفاعية التى تتباها بها الصناعات العسكرية الأمريكية اليوم.

فى السادسة عشرة من عمره نجح فى التوصل لبرهان لقانونين هامين فى الهندسة الفراغية والفيزياء، وكان من الطبيعى أن تَصدُق توقعات أساتذته فيه ليصبح واحداً من كبار علماء عصره يشار له بالبنان، كما كان من المنطق أن يصبح محاضراً مميزاً فى أهم جامعات العالم والمراكز البحثية، لكن كان للواقع القميء الكلمة الأخيرة فىمسيرته، فقد أكمل دراسته الروتينية والتحق بكلية لا علاقة لها على الإطلاق بمواهبه، ورغم ذلك اجتاز دراسته بتفوق كالعادة، فالتميز إدمانه الأوحد والمقدمة مقعده المفضل، لكنه التحق بالعمل فى مجال ثالث لا علاقة له بموهبته ولا دراسته.

ورغم ذلك تميز فيه تميزاً صارخاً أشعل نفوس الحاقدين ضده لتتحول مسيرته إلى سلسلة من المعاناة والاختناق، أما مسيرته الفكرية فقد توقفت تماماً بعد أن سرقت عربة «أوبر» التى يعمل عليها سائقاً بعد الوظيفة ليوفر قوت اليوم لأطفاله ما تبقى لديه من وقت وقدرة جسدية ونفسية ، أما قدراته العقلية فتشتت فى البحث عن سبيل للهروب من تلك الدوامة الخانقة لكل شيء فى الإنسان، عندما روى لى قصته علت ملامحه حسرة مريرة بعدما تذكر صديق الطفولة والمراهقة الذى كان ينافسه دوماً فى الابتكار وجلب الأفكار الفريدة من نوعها ليناطحه بها، فصديقه هذا اضطر للعمل كـ«بارمان» على أحد المراكب السياحية بين الأقصر وأسوان،

بعد أن أنجز ابتكاره الذى تمثل فى شريحة الكترونية قادرة على تشفير جميع وسائل الاتصالات من هواتف ولاسلكى وفاكس،  إلا أن آخر ما يعلمه عنه أنه أعطى تحويشة عمره لأحد المهربين ليجد له موطئ قدم على قارب هجرة غير شرعية إلى الشاطئ الآخر من المتوسط، ولا أحد يعلم إن كان استقر به الحال على الشاطئ الآخر أو فىقاع البحر مع كل أحلامه وابتكاراته الفذة.

وأخيرا وقبل أن تتساءل عن اسم هذا أو ذاك، أقول لك ليس مهماً، فهناك المئات بل الآلاف مثلهما وربما أفضل منهما، جميعهم عباقرة ولكن، فى مصر!

[email protected]