رؤية
وصلتنى العديد من الرسائل حول مقال السبت الماضى عن أزمة «دير السلطان»، وأستأذن فى اختيار واحدة من تلك الرسائل لما حوت من معلومات وأسئلة يطرحها القارى السيد «فرج حنا»، ولأن ليس لدى إجابات، أرفعها بدورى عبر جريدتنا الغراء إلى إدارة كنيستنا العتيدة للاطلاع والرد على القارئ الكريم.
عزيزى الكاتب فلان..
سعدت جداً بمقالتك حول «دير السلطان».. ودعنى أحكى لك عن زيارتى للقدس فى أكتوبر من العام الماضى مع كنيسة أتلانتا.. تمتلك كنيستنا الأرثوذكسية أكثر الأماكن والعقارات فى القدس وشمالها.. زرنا جميع الأماكن المقدسة، فماذا رأينا؟.. مساحات شاسعة من العقارات التى فيها أديرتنا وكنائسنا، ندق جرس أى مكان أو ندق على الباب، وننتظر حتى يفتح لنا أحد. كنائس وأديرة جميلة، وفى أى منها لا نجد سوى راهب أو راهبين إن أسعدنا الحظ!.. ذهبنا إلى كنيسة ودير فى مكان بشمال القدس, وكم كانت دهشتنا أنا وكاهن الكنيسة إذ وجدنا بها راهبا ورعا مسنا فى أواخر الثمانين من عمره، أطال الرب عمره، كان يمشى بصعوبة، وهو وحده فى هذا المكان الكبير جداً بخلاف الأرض الشاسعة المحيطة بالمكان.. كان الوقت ليلاً.. سألناه هل هو وحده فأجاب بالإيجاب! حكى لنا كم من المرات هاجم اللصوص المكان، وسرقوا الكثير من الغالى والرخيص وأوسعوه ضرباً فى كل مرة، ثم أخذوه خارج المكان ثم علقوه على خشبة خارج الكنيسة، إلى أن يأتى أحد الرحماء مثل السامرى الصالح وينزله من الخشبة.. حدث هذا العديد من المرات فى عمره الطويل.. لو لم يحك هذا مباشرة لنا لما صدقت ما سمعت! سألناه، ألا يوجد معه أحد، فأجاب بالنفى.. يقوم بالصلاة وحده، يصنع القربان ويؤدى دور الكاهن والشماس المرتل وليس له من العافية فى هذا العمر الطويل.
ويسأل القارئ العزيز: هل نسيته الكنيسة، يعيش هذا الراهب الشيخ وحده، ولا أعرف، ماذا لو تنيح وحده، من الذى سيعرف؟.. وكم من الأيام سيقضى متنيحاً دون أن يدرى به أحد، أعرف ولدىّ إيمان تام برعاية الرب له، ليس من باب التواكل والدروشة ولكن لقداسته وورعه.
وأسأل: هل تدار تلك الأماكن المقدسة بهذه الطريقة؟.. وقِس على هذا المكان أماكن أخرى لا ترى فيها سوى راهب واحد؟
وهناك أسئلة وأطروحات أخرى للقارئ لن تسمح المساحة المتاحة بعرضها، أستأذن فى عرضها السبت القادم.