عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

عندما حاول السيد علاء مبارك إهالة التراب على الفريق سعد الشاذلى فى ذكرى حرب أكتوبر، كان يحمل فى نفسه شيئًا ما.. وكان يهدف إلى تحقيق هدف سعى إليه بخبث شديد. فى ظنى أن هناك احتمالين لا ثالث لهما، نستطيع من خلالهما أن نحدد هدف الرجل الذى من أجله ألقى الحجر فى النهر ليعكر الماء.

أما الاحتمال الأول فهو رغبة «مبارك» الابن فى الثأر من نجلة الفريق سعد الشاذلى التى أدلت بحوار قديم إلى إحدى المجلات المصرية، تطرقت فيه إلى ما فعله «مبارك» الأب مع والدها.

يبدو أن «مبارك» الابن حمل فى نفسه كلمات نجلة الفريق وكتمها سنوات طويلة، حتى حانت فرصة الرد والثأر والانتقام.. لأن حوار نجلة الفريق لمجلة «نصف الدنيا» كان فى ذكرى حرب أكتوبر من العام 2013 وكان وقتها فى السيد علاء مبارك في وضع لا يسمح له بأى شىء.. ويبدو أنه كان ينتظر الفرصة وكتم داخله سنوات حتى 2018، أى أنه انتظر 5 سنوات كاملة حتى انتهت الظروف التى مر بها هو وأسرته، وحان معها وقت توجيه السهام الطائشة.

لا أستطيع أن ألوم السيد علاء مبارك عندما يدافع عن والده.. خاصة إذا كان الأمر يتعلق بتاريخ قادة وكرامة أمة وشعب.

كنت أتمنى أن يغرد «مبارك» الابن ليناقش ويرد على نجلة الفريق بكل موضوعية.. خاصة أن ما صدر منها لا يعدو كونه تعبيرًا عن مشاعر تشكلت نتيجة ما عاشته وأسرتها من ظلم طوال سنوات مضت.

قالت الشاذلى فى حوارها القديم إن الفريق «سعد» كان لديه إيمان بأن الحقائق ستظهر ولن يتمكن أحد من تزوير التاريخ، وإن تمكن البعض فى ذلك لفترة فإنه لن يستمر، والحقائق ستنجلى فى النهاية؛ لأن طبيعة البشر هى البحث عن حقائق وأصول كل شىء، وقالت أيضًا إن التاريخ سيظل تاريخًا، ولذلك لم ينتب الفريق أى شعور باليأس.. هذا ما بدأت به نجلة الفريق حوارها، وأعتقد أنه لا يمس أحدًا بشخصه، ولكنها تتحدث عن ظلم عام وقع على أبيها، وتتحدث عن محاولات تزوير التاريخ التى لن تنجح، وأن الحقائق هى التى تبقى دائماً.. أما أن يأخذ السيد علاء مبارك الكلام على والده فهذا ينطبق عليه المثل «يكاد المريب أن يقول خذونى».. لقد تعامل «مبارك» الابن مع كلام نجلة الفريق بمنطق «اللى على رأسه بطحة»، ومن هنا كان الرد فى اتجاه آخر.. رد بطريقة إهالة التراب والطعن بعيدًا عن مناقشة أصل القضية، وهى تزوير التاريخ وكشف الحقائق.

وتحدثت نجلة الفريق عن مشاعرها فى ثورة 25 يناير، وقالت إنها لحظات اختلط فيها المذاق المر بالحلو، وأن مشاعرها لم تكن مختلفة عن مشاعر كل المصريين، وهى الفرحة برحيل «مبارك»، وقالت إنها تمنت أن يريها الله يومًا فى «مبارك»، وذلك قبل أسبوعين من الثورة، وأن هذه الأمنية راودتها وهى ترى والدها يتألم ويعانى من المرض.. وأنها تحققت بعد رحيل «مبارك» عن السلطة.. هذه مشاعر سيدة ظلم والدها.. وكان يمكن لـ«مبارك» الابن أن يدافع عن والده إذا كانت عنده مبررات للدفاع. كان يمكنه أن يناقش القضية ويحاول أن يبرئ والده من ظلم الفريق إذا كان والده ليس بظالم.

لقد عبَّرت نجلة الفريق عن مشاعرها تجاه رئيس ظلم أباها.. وهذه المشاعر كانت قابلة للمناقشة والرد.. ولكنها أبدًا لم تطعن فى تاريخ «مبارك» العسكرى، ولم تقلل من دوره، ولم تحاول أن تهيل عليه التراب.. فقط قالت إن دوره وزملاءه من قادة الأفرع والقوات يأتى بعد القائد الأعلى والقائد العام ورئيس الأركان وهذا أمر طبيعى.

يا سيد «علاء» يجب ألا يكون تاريخ قادة مصر مجالاً للعبث والثأر.. لأن هذا التاريخ هو تاريخ وطن وشعب وأمة.