عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

همسة طائرة

هو السيناريو المعتاد فى هذا التوقيت «من كل عام».. هو «نفس الحوار بنفس الأدوات والأقلام الزائفة والوجوه الكالحة».. هى «نفس الأطماع التى لا تنتهى طالما مازال الطامعون الفاسدون الباحثون عن مصالحهم الشخصية وأهوائهم الخاصة يتصدرون المشهد»...

يا سادة... أقول هذا القول بمناسبة الهجوم الأخير على الشركة الوطنية مصر للطيران من أناس المفترض أن يكونوا هم أول من يدافعون عن الشركة  التى تحمل اسم مصر وعلم مصر تجوب بهما العالم  رافعة اسم مصر وعلمها محلقة  فى سماء  العالم مذكرة الجميع أن مصر ستظل باقية رغم أنف الحاقدين وأطماع الفاسدين ومؤامرات الخونة والإرهابين والمتآمرين.

يا سادة... كلما جاء وزير جديد للطيران المدنى استقبله أصحاب المصالح الخاصة بتصدير مشهد خسائر مصر للطيران وكأنه هو المسئول عن تلك الخسائر وضرورة إعادة الهيكلة وبالطبع بيع أسهم منها فى البورصة ليتلقفها أصحاب الفشل السياحى الذين دائماً ما يلقون أسباب فشلهم على ارتفاع أسعار التذاكر فى الوقت الذى يكنزون هم فيه  المليارات فى بنوك الخارج من وراء ما يتربحونه من تجارة  العملة وفروق الأسعار قبل القرار الحكيم للإدارة المصرية الحالية بتحرير سعر العملة للقضاء على السوق السوداء التى كان يتربح هؤلاء من ورائها.

هذا بخلاف المطالب الخاصة التى يطلبها أصحاب المصالح من عينة طلب تعيينات للأقارب والمحاسيب والتذاكر المجانية والرحلات المخفضة على جسد شركة تنزف بسبب الخسائر بسبب أوضاع وظروف عانى منها وطن بأكمله.

يا سادة.. الشركة الوطنية مصر للطيران واحدة من تلك الأسماء التى تدفع فى كل وقت فاتورة أصحاب المصالح والمنتفعين فما بين الحين والآخر نجد هجمات شرسة تنال من الشركة الوطنية ومن المسئولين عنه.. ليبقى السؤال حائراً: أليست هناك جهات رقابية تراقب أداء كل المسئولين السابقين؟!! والإجابة بالتأكيد نعم.. ويبقى سؤال آخر فى ظل تلك الرقابة التى لا ترحم أحداً وسقط على يدها رموز كثيرة وكبيرة مسئولة نذكر منها على سبيل المثال وزير الزراعة الأسبق: هل كانت سترحم أحداً أو تتستر على أحد؟!!  الإجابة أيضا بالطبع لا... إذن يبقى وراء تلك الخسائر تراكم لتلك الخسائر منذ ٢٥ يناير ٢٠١١ والتى كانت قبلها الشركة الوطنية من أهم مصادر التمويل للعملة الصعبة للحكومة المصرية، ويبقى أن الكل اجتهد وسط ظروف سوق طاحنة وشركة وطنية تسعى وترجو أن تعيش.. تارة بمحاولة تطوير اسطولها وتارة أخرى بنجاح الشركات التابعة للشركة الأم القابضة وتحقيق أرباح.. وتبقى شركة واحدة المفترض من الجميع أن يقف بجانبها ويسندها ليس من أجل عيون المسئولين عنها، ولكن من أجل أن نحافظ على تاريخ شركة وطنية هى فخر لنا جميعاً.. وليس معنى أنها مرضت  أن يكون الحل هو «القتل البارد» لها بيد من لا يرحمون أصحاب المصالح الطامعين فى تاريخ الشركة واسمها وأسهمها فى العالم أجمع.

يا سادة.. إنها شركتنا الوطنية التى هى جزء من تاريخ مصر إنهم  86  عاماً  من عمر تحليقها فى سماء العالم، حاملة اسم مصر وعلم مصر فى كل الأنحاء، وعبر 87 وجهة  تتوجه إليها... 86 عاماً مرت من عمرها، استطاعت خلالها أن تحقق نجاحات كبيرة تضىء سيرتها حتى وصلت إلى العالمية بعد أن أصبحت عضوًا بارزًا وفى درجة متقدمة بـ«تحالف ستار العالمى» التحالف الأقوى فى سوق الطيران العالمى، كما استطاعت أن تخدم أهدافاً قومية ووطنية ولم تخذل يوماً قيادتها السياسية فى أى مهمة وطنية كلفت بها مهما كان حجم المخاطر.. وعبر السنوات الـ86  استطاعت أن تحقق للدولة أهدافاً لا ولم ولن تحققها أى شركة طيران مصرية أخرى تعمل على أرض مصر، فعلى المستوى الاجتماعى استطاعت أن توفر فرص عمل لأكثر من 34 ألف موظف، حجم العمالة بها الآن، ولم تتخل قط عن ابن واحد من أبنائها حتى فى أحلك الظروف وأسوأ الأيام ووسط طوفان من الخسائر ينهش فى جسدها الهزيل الذى تمزقه من آن لآخر أقلام المفترض انها وطنية تطول من سمعة الشركة ولا تراعى أبدًا ان تلك الشركة ليست إلا نموذجًا لنماذج كثيرة فى مؤسسات مصر طالها الإهمال والتردى والاختراق منذ ٢٥ يناير وتولى الإخوان.

ولكن للأسف، رحل  هؤلاء وظلت وحدها مصر للطيران، التى تنهش سيرتها وتدفع هى الثمن من سمعتها العالمية والعربية والافريقية.

يا سادة.. فى كل دول العالم تحافظ وسائل الإعلام على شركتهم  الوطنية، أما نحن  فنمزقها بأقلام «المطبلاتية وأصحاب الأقلام المأجورة» والكل يعلم من هؤلاء وهم «آفة الإعلام المصرى» من الدخلاء عليه.. إذا أرادوا مصلحة ولم تتحقق مزقوا سيرتها وإذا تحققت أهدافهم صرخوا يهتفون لها وهم ينسون أن السهم قد أصاب الشركة الوطنية فى مقتل وطال من سمعتها.

همسة طائرة... رسالة إلى «المصلحجية» فى  كل مرحلة وعصر الذين يركبون كل موجة من أجل مصالحهم الشخصية.. إلى الأقلام المأجورة التى تسىء لنا جميعاً.. ارحموا مصر شعبها وجيشها وشرطتها وشبابها... ارحموا الشركة الوطنية التى تحمل علم مصر شمالاً وجنوباً.. شرقاً وغرباً.. أزمات كثيرة مرت بها وظلت شامخة وعلم مصر يجوب العالم.. العاملون بها هم سفراء لمصر فى كل بلاد العالم... وأنتم أيها العاملون علكيم التصدى وبكل قوة لهؤلاء... فليس الوزير وحده مطلوباً منه أن يسدد فواتير المبتزين، ولكنكم جميعاً مسئولون... وألا يكفيكم أن يجلس رئيس الدولة «عبدالفتاح السيسى»  مع رئيس «شركة بوينج» من أجل تطوير أسطول شركتكم.. وهذا أكبر انتصار للشركة من ابن مصر البار؟.. ويبقى أن نتصدى جميعاً لمواسم الهجوم على مصر ومصر للطيران.