رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

قضية الهوية وتعريفها قضية معقدة فى بلدان كثيرة خاصةً أنها بدأت فى التنامى والتواجد مع ظهور أمريكا كقوة عظمى تعتمد فى تكوينها على عدة جنسيات من أصول مختلفة ولغات وأديان وعادات وتقاليد.. ومع هذا حين الحصول على بطاقة الجنسية الأمريكية يتحولون إلى أمريكيين ومن هنا كانت العبارة الشهيرة أن أمريكا ليست أمة وإنما جنسية أى أن الهوية الأمريكية تعرف بجواز السفر وبطاقة الجنسية وليست العادات ولا اللغة ولا الثقافة ولا الأصل ولا العرق.. ومع هذا فإن أوروبا التى توحدت فى عملة اقتصادية تسمى «اليورو» لم تتوحد فى الجنسية ولا فى العادات ولا اللغة ولا الدين وظلت أوروبا ودولها المتعددة تؤكد على الهوية الخاصة لكل بلد من الواجهة الثقافية، وعلى الجانب الأخر تؤكد أوروبا على الوحدة الاقتصادية وإن كانت محاولات تفتيت أوروبا قد نجحت إلى حد ما بعد سقوط الاتحاد السوفيتى ويوغوسلافيا فإن محاولات تفتيت بلدان مثل أسبانيا إلى قطلان وأسبان فشلت حتى الآن لأن القوة الاقتصادية مازالت مسيطرة خاصة بعد أن أدان الاتحاد الأوروبى محاولة الانفصال التى جرت أوائل عام 2018 فى برشلونة.. ولنا أن اللوبى الصهيونى الذى هو أساس الفرقة العرقية أو المذهبية مازال يحاول فى شتى بقاع الأرض، ولذا لن نرى ما أصاب الوطن العربى من جراء تلك الفرقة والعصبية والعرقية المذهبية التى قضت على حضارات وبلدان مثل العراق وسوريا وليبيا واليمن وفشلت فى مصر لأنها دولة راسخة ثابتة هويتها مستمدة من جذورها وتاريخها وأرضها فى عبقرية المكان والزمان والإنسان المصرى.. إن الهوية المصرية هى المعيار الذى على أساسه يتم تحديد معنى و مفهوم الهوية من حيث اللغة والدين والأصل والعادات والتقاليد والموروث الثقافى الشفاهى والكتابى وحتى وإن حاول البعض فصل النوبة عن أرض مصر بدعوى أنها ليست جزءًا من النسيج والهوية المصرية لاختلاف بعض العادات والتقاليد واللهجة.. فإن المكونات الجينية والهيكل البشرى والملامح والتاريخ والنيل تؤكد على أن النوبة ستظل جزءًا أصيلًا من الهوية المصرية الكبرى، لهذا فإن دعوة السيد الرئيس لمجلس الوزراء والسادة المحافظين على ضرورة البدء فى تأكيد هوية كل محافظة لهو أمر يحتاج إلى صورة أشمل وأعم حتى وإن كانت القضية هى تأكيد أهمية محافظات مصر إلا أن الهوية المصرية تظل واحدة، وفكرة أن لكل محافظة هوية ما هى إلا ترجمة لمصطلح «Identity» وهو هنا بعيد عن الهوية القومية وإنما يعنى شخصية وخصائص ومميزات كل محافظة من الوجهة الاقتصادية وليست ثقافية أو قومية لأن فى هذا خطرًا شديدًا وبداية لمفهوم الفرقة والتعصب لبلد دون آخر.. ويذكرنا بحادثة استاد بورسعيد والتى كادت أن تؤدى إلى محاصرة محافظة مصرية اقتصاديًا وثقافيًا وإنسانيًا وهذا ما تم مع إسبانيا حين بدأت برشلونة فى الشمال فى تعليم الصغار لغة القطلان أو الكتلان وإنشاء محطة إذاعية وتلفزيونية وبرلمان صغير وحكومة داخلية بدعوى تأكيد الهوية لمحافظة إسبانية وذلك بعد موت الجنرال فرانكو واعتلاء الملك خوان كارلوس العرش فى 1975، وكانت تلك نقطة البداية لتعميق معنى الهوية المنفصلة والمختلفة للكتلان عن إسبانيا الأم.. إنها هوية مصرية واحدة من شمال مصر إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها.. صعيدى ولا بحيرى.. شرقاوى ولا سيناوى جميعًا مصريو الهوية والهوى.