رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ندى

رحم الله من قال: وانما اولادنا اكبادنا تمشى على الارض

لو هبت الريح على بعضهم ، لامتنعت عينى من الغمض

الأبناء ثروة ينبغى أن نحافظ عليها، ونعمة يجب أن تشكر، و أمانة يجب أن ترعى، هم ودائع استودعنا الله إياها، فيجب أن نحافظ على الأمانة، والإسلام يولى عنايته بتربية النشيء، فقد اهتم اهتمامًا كبيرًا بالأبناء لأنهم ثمرة الحياة، وأمل الأمة بهم تكون قوية عزيزة, وحرص الإسلام كذلك على تنشئة الأبناء على أساس من العقيدة الصحيحة، والعبادة السليمة، وتقوى الله تعالى منذ نعومة أظفارهم، حتى إذا شبوا وكبروا كانوا متعودين على العبادات، وعلى طاعة الله تعالى، وكانت سائر أعمالهم وعلاقاتهم بغيرهم نابعة من محيط إسلامى نقى، والأطفال.. فماذا فعلنا بابنائنا؟

معظم الآباء- إلا ما رحم ربى- يشتكون عقوق الابناء او على الأقل عدم إطاعة الأوامر التى هى فى صالحهم, وتزيد الشكوى فترتفع إلى الهجر والقطيعة , وتقل إلى الاهمال فى ابسط حقوقهم,ولكن هل تعهدنا ابنائنا منذ الصغر بالرعاية والعناية, أم تحججنا بالإنشغال بتوفير الحياة الكريمة لهم , وعدم وجود الوقت اللازم للتربية, واذا سلمنا جدلا بتلك الحجة فهناك القدوة التى غابت- للأسف- هى الاخرى , فنحن نعلم الصغار الكذب ونرسخه فى أذهانهم دون ان ندرى , فاذا دق جرس الهاتف أشار الوالد إلى ولده اذا كان المتصل عمك فلان فقل له إن ابى غير موجود, وقد ينطق الولد بفطرته السليمة فيقول: يا عماه أبى يقول لحضرتك انه غير موجود, وقد يفطن الوالد إلى قبح فعله فيريد تجميل صورته أمام الصغير فيفهمه ان هذة كذبة بيضاء مما يزيد الطين بله , ويبرر الجريمة الشنعاء.

ولو كان هذا الاب قدوة صالحة يقوم للصلاة متى سمع النداء, ولا يقول إلا الصدق, ويحول شاشة التليفزيون عن أى مشهد يغضب الله, ويقرأ ما تيسر من كتاب الله, ويعامل الزوجة معاملة طيبة, ويصل رحمه, ويكرم ضيفه, ويحسن إلى جاره لنشأ الولد تلقائيا نشاة صالحة دون ادنى مجهود زمنى أو ذهنى, لانه يمتص تلك السلوكيات بسهولة ويسر.

جاء رجل إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه يشكو ولده فأرسل عمر رضى الله عنه إلى الولد وقال له: أما تتقى الله فى والدك الشيخ الكبير فحقه على ولده كذا وكذا فقال الولد أليس لى حق عليه، قال: نعم وعليه أن يحسن اسمك ويختار أمك ويعلمك شيىء من القرآن. فقال لم يفعل يا أمير المؤمنين فقد سمانى جعرانًا (حشرة) وأختار أمى امرأة زنجية كانت أمة لرجل مجوسى ولم يعلمنى شيئا من القرآن شيئًا. فنظر عمر إلى الوالد وقال له: أجئت تشكو عقوق ولدك وقد عققته قبل أن يعقك؟ إليك عنى.

قال المصطفى صلى الله عليه وسلم"كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته» فلنتق الله فى رعايانا حتى لا نخرج للمجتمع نماذج سيئة وقنابل موقوتة تهدد أمنه , لقد جعل بعض الاباء اية (ولا تقل لهما اف ولا تنهرهما) سيفا مصلتًا على الابناء يرهبونهم به ويؤذونهم بحجة انهما والدان, وتحول الدين إلى سلاح يمارس القوى فيه سلطاته على الضعيف ,الذى سرعان ما يمارس عليهم «عقوق واجب النفاذ».

[email protected]