رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

عبر الزمن والتاريخ نتابع حالات الصعود والهبوط فى مجال المد الحضارى ثم الانحسار بعد أن يعم على البلاد والعباد فيض من إيجابيات أطروحات وإنجازات تلك الحضارات، إلا أن شعوبنا تشهد للأسف تراجعاً يبدأ برفض نسبى لبعض المكتسبات الحضارية، ثم وبشكل متنام سريع يمكن العودة إلى المربع الأول وبغرابة مذهلة، وقد يتبدى هذا التراجع فى بعض جوانب الحياة فى بعض فترات التاريخ، وقد يشمل الأمر كل مناحى الوجود الإنسانى وعندها ينذر الأمر بالخطر الذى طالما تحدث عنه عالمنا الكبير أحمد زويل حول توقعه لحالة اختفاء لأمتنا العربية من على خريطة العالم علمياً إذا استمر الحال على ما هو عليه.

وبمناسبة المكاسب الحضارية، ومنذ أكثر من نصف قرن من الزمان نجد مقالاً طريفاً للكاتب الكبير توفيق الحكيم تحت عنوان «المرأة بعد سنة 2000» عدد 10/7/1946 يستهله بقوله: «أردت يوماً أن أتخذ مهنة الفلكى لحظة، وأن أسدد المنظار إلى النجوم وأطالع الغيب، لأرى ما سوف يحدث للمرأة من تطور فى مستقبل الأيام.. وأستطيع أن أؤكد للناس إنى أبصرت الذى سوف يقع على وجه الدقة والتحقيق».. ويسترسل الحكيم فى عرض عدد من التوقعات بشكل غاية فى الطرافة والرؤية الثاقبة.. أتوقف عند بعضها:

< فى="" سنة="" 2000="" ميلادية="" تظفر="" المرأة="" بحلمها،="" وتنال="" المساواة="" بالرجل="" فى="" كافة="" الحقوق="" المدنية="" والسياسية="" والاجتماعية،="" فلم="" يعد="" هنالك="" ما="" يحول="" بينها="" وبين="" المناصب="" التى="" استأثر="" بها="" الرجل..="" فهى="" تتولى="" الآن="" رئاسة="" الوزراء="" وتؤلف="" وزارات="" بعض="" أعضائها="" من="" الرجال="" والبعض="" من="" النساء،="" وهى="" تشترك="" فى="" الأحزاب="" وترأس="">

< فى="" سنة="" 2100="" ميلادية="" يصبح="" للمرأة="" الحق="" فى="" أن="" تُعين="" قاضية="" فى="" المحاكم="" العليا="" وأن="" ترأس="" محاكم="" النقض،="" وأن="" تكون="" فى="" منصب="" النائب="" العام..="" فى="" سنة="" 2200="" ميلادية="" تحتل="" المرأة="" المراكز="" العليا="" فى="" الجيش،="" فهى="" تستطيع="" أن="" تكون="" قائدة="" ورئيسة="" لأركان="">

وهكذا مع مرور السنين يرى الحكيم أنه من الممكن أن تنمحى الفروق تماماً بين الرجال والنساء فى الوظائف العامة والخاصة.. وأنه نظراً لتعميم الخدمة العسكرية والألعاب الرياضية للجنسين فقد أدى الأمر إلى ظهور العضلات فى جسم المرأة، وقسوة النظرة فى العينين.

ويسترسل الحكيم ليؤكد أنه مع دوران حركة التاريخ تعود المرأة إلى البيت، ويراها وقد عادت إلى ارتداء البرقع وقد تم الفصل بين مجالس النساء والرجال.. إلخ.

[email protected]