رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وقفنا فى الحلقة السابقة عند قول «إنجدال» أنه رغم التدهور الشديد فى الأداء الاقتصادى الأمريكى فإن الشىء الوحيد الذى يقى الدولار من الانهيار هو العسكرية الأمريكية وقيام واشنطن بإطلاق منظمات مجتمع مدنى خادعة حول العالم لتسهيل نهب أمريكا للاقتصاد العالمى.. ويستطرد «إنجدال» قائلاً:

طالما كانت ألاعيب واشنطن القذرة وقدرة حى المال وول ستريت على خلق أزمة كما فعلوا فى منطقة اليورو سنة 2010 من خلال اليونان فإن دول العالم ذات الفائض من التجارة مع العالم الصين واليابان والآن روسيا لم يكن لديها بديل عملى من شراء مزيد من الديون الأمريكية أى أذون الخزانة الأمريكية، ويكون معظم الفائض لديها بالدولار.. لقد ابتسمت واشنطن وول ستريت، ففى استطاعتهما طبع ما لا يحصى من الدولارات الورقية التى لا تغطيها سوى طائرات F16 ودبابات أبرامز.. أما الصين وروسيا وغيرهما من البلاد الحاملة أذون الخزانة الأمريكية، التى يمولها فى الواقع مزيد من الحروب الأمريكية الموجهة فى الواقع نحوها، لم يكن لديها سوى شراء المزيد من الديون الأمريكية، ثم أصبح لديها بعض البدائل العملية التى برزت أمامها.

والآن من السخرية أن اثنين من الاقتصاديات الأجنبية التى سمحت للدولار بحياة مصطنعة بعد سنة 1989، وهى روسيا والصين تكشف بحذر هذا البديل المرعب لأمريكا هو عملة دولية من الدولار الذى يغطيه الذهب، وكذلك عدة عملات مماثلة تستطيع أن تحل محل الدولار الورقى الحالى الذى يقوم ظلماً بدور السيادة الاقتصادية الأمريكية حالياً.

فلعدة سنوات استمرت روسيا وجمهورية الصين الشعبية فى شراء كميات ضخمة من الذهب تضيفها لاحتياطيات بنوكها المركزية الحالية من الدولار واليورو.. وحتى وقت قريب لم يكن من الواضح لماذا لعدة سنوات كان معروفاً فى أسواق الذهب أن أكبر مشترٍ للسبائك الذهبية هما الصين وروسيا لبنوكهما المركزية، والشىء الذى لم يكن واضحاً هو عمق الاستراتيجية التى كانت لديهما، والتي لم تكن مجرد خلق ثقة فى عملتهما الوطنية وسط مزيد من العقوبات الاقتصادية والتصريحات العدائية لحرب تجارية تشنها واشنطن عليهما، والآن الأمر واضح لماذا!!

قامت الصين وروسيا ومعهما فى أغلب الاحتمالات شركاؤهما التجاريون الأساسيون فى دول البريكس «برازيل، روسيا، الهند، الصين، جنوب أفريقيا» وكذا شركاؤهما من دول أوراسيا المنضمين لمنظمة تعاون شنغهاى بإنهاء ترتيبات نظام نقدى بديل لعالم الدولار، وحالياً إلى جانب الصين وروسيا ودول منظمة تعاون شنغهاى التى تضم كأعضاء كاملى العضوية وهى: كازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وأوزباكستان ومؤخراً الهند وباكستان، وهذه المجموعة من الدول كلها تضم ثلاثة مليارات مواطن، أى حوالى 42٪ من سكان العالم، اتفقت كلها على إقامة نظام تعاونى سلمى اقتصادى وسياسى.

وإذا أضفنا لأعضاء منظمة تعاون شنغهاى الأصليين الدول التى تتمتع بالعضوية كمراقب رسمى، وهى: أفغانستان وروسيا البيضاء وإيران ومنغوليا والتى أبدت رغبتها فى الانضمام كعضو كامل العضوية، فإن نظرة إلى خارطة العالم تظهر الإمكانيات الهائلة لمنظمة تعاون شنغهاى، وتركيا حالياً مشتركة فى حوار رسمى مع المنظمة بشأن عضويتها فيها، ونفس الوضع بالنسبة لسريلانكا وأرمينيا وأذربيجان وكمبوديا ونيبال، وهذا ببساطة شىء ضخم جداً.

 

طريق الحرير وغطاؤه الذهبى

حتى وقت قريب كانت واشنطن سواء معاهد أبحاثها أو حكومتها تتهكم على مؤسسات أوراسيا الصاعدة مثل منظمة تعاون شنغهاى، وبعكس «بريكس» التى لم تنشأ على أكتاف دول عديدة متجاورة فى مساحة ضخمة من الأرض، فإن منظمة تعاون شنغهاى تكوّن وحدة جغرافية تسمى أوراسيا، وعندما اقترح الرئيس الصينى «كى جنينج» إنشاء ما كان يسمى عندئذ طريق الحرير الاقتصادى الجديد خلال اجتماع فى كازاخستان سنة 2013و لم يأخذ كثيرون فى دول الغرب هذا الأمر بجدية، والاسم الرسمى اليوم لهذا المشروع هو «مشروع طريق الحزام»، واليوم بدأ العالم يأخذ بجدية حجم هذا المشروع الضخم.

من الواضح أن الدبلوماسية الاقتصادية للصين وروسيا ومجموعتهما من دول أوراسيا المكونة للاتحاد الأوراسى وافقت على طريق تحقيق سكة حديد عالية السرعة جداً وموانئ وبنية تحتية للطاقة تدخل كلها فى نسيج اقتصادى ضخم سيكون خلال حقبة واحدة إذا استمر على سرعته الحالية سيطغى على أى إمكانيات اقتصادية فى دول الاتحاد الأوروبى وشمال أمريكا التى تعيش فى اقتصاديات جامدة غارقة فى الديون.. وإلى الحلقة التالية.

 

 

الرئيس الشرفى لحزب الوفد