رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

 

نقلت «المصري اليوم» عن المستشار بهاء الدين أبوشقة، رئيس الوفد، أن سيطرة المنادين على الشوارع في القاهرة، صارت ظاهرة بشعة!

وجاءتني رسالة من الأستاذ محمود الطنب، المدير السابق في المصرف العربي الدولي، يلفت انتباهي فيها إلى عبارة رئيس الوفد، وكيف أنها تُصور وضعاً مأساوياً يعيشه كل صاحب سيارة في شوارع العاصمة، إذا ما فكر في ركن سيارته لدقائق في أي شارع.

ساعتها تنشق الأرض عن شخص يقول إنه صاحب المكان، وأن عليك أن تدفع إتاوة قدرها كذا، ولا يجد المواطنون مفراً من الدفع تحت التهديد، ويبحث كل واحد منهم عن جهة مسئولة يستغيث بها من هؤلاء الذين يبيعون الشارع للناس بالمتر، فلا يقع على جهة تُسعفه.

ويضرب الأستاذ «الطنب» مثلاً بقطعة الأرض الواقعة على ناصية شارع مظلوم مع شارع شريف في وسط البلد، وقد  كان مبني جريدة «الأهرام» يقوم فوقها زمان.. لقد تحولت الى جراج مفتوح يدفع كل صاحب سيارة يدخله مبلغاً يبدأ بعشرة جنيهات وينتهى بخمسة وعشرين، حتى ولو كنت ستستخدمه لساعة واحدة.

وليست هذه القطعة من الأرض في قلب العاصمة سوى مثال، يقوم إلى جواره العشرات والمئات من الأمثلة في كل اتجاه.

ولا تعرف ما إذا كانت المبالغ المدفوعة من المواطنين في حالة أرض الأهرام، وفي غيرها طبعاً، تذهب للدولة، أم لا تذهب.. وما إذا كان الذين يحصلون على هذه المبالغ يتبعون الحي، في كل مكان تنشق الأرض عنهم، أم يتبعون أنفسهم ؟!.. لا تعرف.

ولا تعرف كيف يُترك المواطن فريسة هكذا في عرض الشارع، وكأن هؤلاء الذين يسيطرون عليه قد اشتروه بيعاً وشراءً من الدولة؟!

قد تبدو هذه المشكلة صغيرة بالنسبة إلى مشاكل كبيرة نصادفها في حياتنا هذه الأيام، ولكن الحقيقة أنها ليست كذلك.. إنها ظاهرة كبيرة تفرض نفسها على كل صاحب سيارة، في كل شارع من شوارع القاهرة، وتعطي انطباعاً بأن العاصمة لا مُحافظ لها، يضبط إيقاع الحياة والحركة في شوارعها.. ثم إنها تجعل كل مواطن يمر بالتجربة يتساءل في حزن، عن الحال في المحافظات والأقاليم البعيدة، إذا كان هذا هو الحال في قاهرة المعز ذاتها؟!

لقد مررتُ مرة في عاصمة عربية لا يمكن المقارنة بين تاريخها، وبيت تاريخ عاصمتنا التي يزيد عمرها على الألف سنة، فرأيت عُمالاً منهمكين في إعادة متر مربع واحد من الرصيف إلى طبيعته، بعد أن كانوا قد حفروا فيه لأمر يتصل بالمرافق فيها.

وحين أذكر الآن كيف أنهم أعادوه إلى ما كان عليه تماماً، وكيف أن آثار الحفر قد اختفت كلياً، يتبين لي ولغيري ممن يتحركون في شوارع القاهرة، أنها في حاجة الى محافظ.. محافظ يذكره المصريون بعد أن يغادرها بأنه أدرك قيمتها فأظهرها وحافظ عليها.