رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

قبل فترة، كانت صحف العالم قد نشرت صورة لخمسة من الرؤساء الأمريكان، جمعتهم مناسبة خيرية فى مكان واحد، وكانت الابتسامة العريضة تملأ وجه كل واحد فيهم، رغم أن أحدهم كان قعيداً يتحرك على كرسى ولا يقوى على  الوقوف!

كان الرؤساء الخمسة هُم: جيمى كارتر، بوش الأب، بيل كلينتون، بوش الابن، ثم باراك أوباما.. إنهم تقريباً الرؤساء الخمسة السابقون هناك الباقون على قيد الحياة!

ورغم أن المناسبة التى جمعت بينهم كانت بعيدة عن السياسة، ورغم أنهم تحدثوا وقتها فى الغالب فى كل شيء، فيما عدا السياسة، إلا أن المعنى السياسى العميق كان موجوداً فى خلفية الصورة!

وهذا المعنى هو أن وجود هؤلاء الخمسة معاً، فى مكان بعيد عن البيت الأبيض، حيث قضى بعضهم فيه أربع سنوات لا تزيد يوماً واحداً، وحيث قضى البعض الآخر منهم ثمانية أعوام، لا تزيد ساعة واحدة، هو السبب الأساسى فى أن أمريكا التى نعرفها أصبحت أمريكا التى نراها!

إن لنا أن نتصور حال الولايات المتحدة الأمريكية، اليوم، لو أن الرئيس كارتر قرر قبل انتهاء سنواته الأربع الأولى، عام ١٩٨٠، تعديل الدستور ليضمن البقاء فى السلطة سنوات أطول!.. أو أن الرئيس كلينتون قرر عام ٢٠٠٠، تعديل الدستور ليبقى فترة أخرى!.. أو أن أى رئيس سابق عليهما، أو لاحق من بعدهما،  قد فكر بالطريقة نفسها، وأجرى تعديلاً على الدستور بالفعل!

إن أمراً كهذا كان  وارداً فى حالة كل رئيس منهم، ولو نظرياً، ولكن أحداً منهم على الإطلاق لم يفكر فيه، ولو فكر ما استطاع تنفيذ ما يرغبه فى هذه المسألة بالذات، لأنه سيجد رأياً عاماً قوياً يمنعه، ولأنه سيصادف مؤسسات قوية للغاية تقف فى طريقه!

إن كل رئيس أمريكى يدخل المكتب البيضاوى فى البيت الأبيض، يستطيع منذ اللحظة الأولى أن يحسب أيام وجوده فيه، باليوم، ويعرف أنه لن يتجاوز هذه الأيام مهما كانت المغريات، ومهما كانت الظروف، ويعرف أنه سيأتى عليه يوم، يلملم أوراقه ليغادر دون فصال، لأن ساكناً جديداً للبيت وللمكتب قد جاء!

وعلى هذا الأساس يظل يتصرف، ثم على هذا الأساس يظل على يقين من أن مثل هذا التداول بينه وبين غيره، هو الذى خلق لبلاده هذه المكانة التى تتمتع بها بين العالم، خصوصاً على المستوى الاقتصادى.. فمن شأن مثل هذا التداول أيضاً أن يجعل كل دولار من المال العام، محل رقابة، وموضع مساءلة، فلا يضيع، ويجرى إنفاقه فى غير مكانه!

تداول السلطة هو الذى يجعل من فكرة المسئولية فى الحكم، فكرة حية طول الوقت، وهو الذى ينقل الحياة من الفكرة فى حدودها، إلى البلد بجميع مؤسساته فى كل الأركان!