رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

فى عام 1968 تلقيت دعوة كريمة من المركز الجامعى للدراسات العليا الأوروبية التابع لجامعة ستراسبورج بشرق فرنسا على نهر الراين العظيم الذى يفصل بين مدينة ستراسبورج الجميلة والشاطئ الألمانى عند مدينة كيل التى تعودنا الذهاب إليها مشياً على الأقدام فوق الجسر الطويل أو بالسيارة الألمانية التى اشتريناها خصيصاً للسياحة فى ألمانيا شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً والحمد لله.

وكان الجنرال العظيم شارل ديجول يتولى رئاسة الجمهورية، وقد قلت عنه عظيماً لأنه كان عادلاً ومنصفاً للفلسطينيين عندما شاهدناه على شاشة التليفزيون الفرنسى يستقبل بعض السفراء ومن بينهم سفير إسرائيل الذى وجه إليه لوماً بسبب العدوان الإسرائيلى على الفلسطينيين وصفقنا له لشجاعته.

وفى ربيع عام 1969 تعرض ديجول لمتاعب سياسية داخلية وخاصة فى مظاهرات وإضرابات الجامعات فضلاً عن مشاكل مع ألمانيا بسبب انخفاض سعر الفرنك الفرنسى عن المارك الألمانى، وغير ذلك من مشاكل جعلته يقدم لشعبه مقترحات لتعديل قوانين أساسية للبلاد، وعرضها على المواطنين للموافقة عليها فى استفتاء عام واشترط عليهم أن يوافقوا عليها وإلا فإنه سيتنحى عن منصب رئيس الجمهورية وظهر على شاشة التليفزيون وهو يخطب لمدة نصف ساعة وأعقبه على الفور أحد كبار معارضيه لتفنيد ما قاله ديجول ورفضه وكان ذلك متمشياً مع ملايين الشباب الفرنسى الذى لا يهمه تاريخ ديجول وكفاحه من أجل تحرير فرنسا من الاحتلال النازى وشجاعته فى تحرير الجزائر، كذلك مما دعا غالبية الشباب للذهاب إلى صناديق الاستفتاء ورفض مقترحات شارل ديجول الذى نفذ وعيده وتنازل عن رئاسة الجمهورية وانسحب إلى قريته حتى مات رافضاً أى جنازة رسمية كوصية لزوجته.

والذى حدث لشارل ديجول محرر فرنسا من الاحتلال النازى فى الحرب العالمية الثانية لم يحدث هنا فى مصر للرئيس عبدالفتاح السيسى الذى عرض نفسه فى انتخابات حرة لتجديد رئاسته أربع سنوات أخرى فأعطاه الشعب الثقة التى تمثلت فى الطوابير الحاشدة للناخبين، وظهرت صحف يوم الجمعة 30 مارس تحمل العناوين التالية:

- جريدة الوفد: «السيسى يحصد أكثر من90٪ من الأصوات».

- جريدة الأهرام: «25 مليوناً شاركوا فى الانتخابات والمؤشرات الأولية 96.9٪ من الأصوات للسيسى».

- المصرى اليوم: «السيسى يقترب من الولاية الثانية بـ97٪».

فالحمد لله أن هدى شعب مصر لذلك.