رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

خروج غالبية الشعب، للمرة الرابعة، لتفويض أو انتخاب، المواطن المصرى عبدالفتاح السيسى، سواء لرفض حكم الإخوان، أو لتولى مسئولية الرئاسة، فإن هذا الاختيار، فى هذا التوقيت المصيرى للدولة، هو مسئولية كبيرة يتحملها بمفرده رئيس الجمهورية المنتخب عبدالفتاح السيسى، ويدفع ثمنه، وحده، الشعب المصرى!

وفى الحقبة الرئاسية، لم يحمل الشعب المسئولية لأى مسئول سوى لرئيس الجمهورية.. ومنذ اختيار جمال عبدالناصر يوم 23 يونيو 1956، رئيساً للجمهورية حتى اختيار عبدالفتاح السيسى، رئيساً للمرة الثانية، لم، يحدث أن حاسب الشعب رئيساً للوزراء أو وزيراً عن الأخطاء او الإخفاقات او الكوارث الكبرى التى ارتكبوها فى حقهم وفى حق الدولة.. ولكنه حمّل المسئولية كلها لرؤساء الجمهورية، حتى الإنجازات الكبيرة التى حققتها شخصيات، مثل صدقى سليمان، أو عزيز صدقى أو عاطف صدقى، فى رئاسة الوزراء، كانت تنسب لأسماء رؤساء الجمهورية.. ولم، ولن، يحاكم، الشعب، على المستوى السياسى، أو القانونى غير رئيس الجمهورية!

السيد الرئيس.. أنت بمفردك ستتحمل المسئولية، أمام الشعب، وبالطبع أمام الله، ولكننا جميعاً، سنحاسب على أفعالنا أمام الله، بينما أنت لوحدك ستكون أمام الشعب، وحتى لا تكون المسئولية دينية، بينما هى فى الحقيقة مسئولية سياسية من الدرجة الأولى، ويجب أن تكون كذلك، حيث إن الإرهابيين من الإخوان ومن على شاكلتهم يتحدثون باسم الله، ويرتكبون أفعالهم الإجرامية باسم الله، ويتوهمون أن حسابهم سيكون الجنة والحور العين، ولهذا يرفضون أن يحاسبهم أحد غير الله تعالى.. بينما الرئيس المنتخب من الشعب، هو الذى يحاسبه الشعب ولن يكون حسابه عند الله فقط مثل كل الشعب!

السيد الرئيس.. لا شك أن الحقبة الرئاسية الاولى، كانت، وما زالت، مشحونة بأحداث كبرى، وبإنجازات كبيرة، على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، ولكن الأربع سنوات القادمة ستكون مرحلة مفصلية فى مصير المنطقة، وفى تاريخ مصر، حيث لا يخفى عليكم أن الدول الكبرى، فى طريقها لتصفية الحروب المشتعلة فى عدد من الدول العربية، وفى بعض جيوب داخلية بدول عربية أخرى، وذلك فى إطار حسم صراع المصالح والتوازنات الدولية الذى كانت للأسف المنطقة العربية مسرحاً دموياً ومأساوياً، منذ أن استشعرت الدول الكبرى، بعد حلول الربيع العربى، أن شعوب هذه المنطقة فى طريقها أن تكون شعوباً ممانعة للأطماع الغربية والشرقية، من أول أمريكا وأوروبا، ومروراً بروسيا حتى الصين، فسارعت هذه التكتلات السياسية والاقتصادية الكبرى بالتآمر الصريح، وباستخدام الجماعات الإجرامية لحسم الصراع لصالحها قبل أن تحسمه الشعوب لصالحها.. ولهذا فإن المدة الرئاسية القادمة لن تكون سهلة، مثلها مثل الأولى، داخل مصر وخارجها، وستكون أشبه بمرحلة ما بعد اتفاقية سايس بيكو التى تم خلالها تقسيم الدول العربية فيما بين الدول الغربية.. وأن مصر، ستظل تواجه خطراً كبيراً يهدد استقلالها السياسى والاقتصادى!

السيد الرئيس.. إن السنوات الأربع الماضية ستكون « كوم» والقادمة « كوم تانى» لأن التحديات ستكون أكبر وأعظم وأخطر.. فماذا يريد منك الشعب وماذا تريده منه.. وما الذى يجب أن يكون؟!

[email protected]