رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوالنا

 

 

 

مرة أخرى يبرهن الشعب المصرى على أنه شعب عظيم، ليس فقط بتاريخه وحضارته التى تضرب فى القدم، وتضعه فى مقدمة الشعوب التى أسهمت فى تقدم البشرية ورقيها، ولكنه يقدم الآن البرهان تلو الآخر على صلابة معدنه وقوة إرادته التى اكتسبها على مدى تاريخه وبات يمارسها الآن بتلقائية كبيرة لأنها جزء من موروثه الثقافى. إن تجربة الانتخابات الرئاسية الأخيرة خير دليل على ما يتمتع به الشعب المصرى من صفات نادرة، فقد وجد الشعب نفسه أمام تحد كبير أراد به أعداؤه إلهاءه وصرفه عن القيام بواجبه الانتخابى المقدس تحت ذرائع واهية بترديد أقوال بأن نتيجة الانتخابات معروفة سلفاً وأنه لا فائدة ترجى من وراء المشاركة فى التصويت، بل إن الأمر وصل إلى حد إغراء الناخبين بهدايا عينية مكافأة على عدم المشاركة فى الانتخابات، وحينما جرت محاولة اغتيال مدير أمن الإسكندرية، أدرك المواطنون على الفور أن هذه العملية استهدفت بالأساس تخويف المواطنين وإبعادهم عن المشاركة فى العملية الانتخابية التى كانت ستجرى بعد ساعات قليلة.

فهم الشعب بفطرته وفطنته أبعاد هذا التحدى وقبل التصدى لمخططات أعداء الحياة، فلم يكتف بالتوجه إلى صناديق الاقتراع بأعداد كبيرة، ولكنه حول العملية الانتخابية إلى عرس ديمقراطى نشر فيه الإعلام وقرع الطبول وزغردت النساء ورقص الكبار والصغار فى مشهد بهيج يندر أن تراه فى أى مكان آخر وكان ذلك أبلغ رد على مخططات المتآمرين الذين أرادوا إفشال الانتخابات والادعاء بنجاح مناشداتهم المحمومة بمقاطعة الصناديق. كانت انتخابات المصريين فى الخارج مقدمة مبشرة لما سيتلوها من مشاركات. وعندما انطلقت الانتخابات فى أرض الوطن كانت خيبة أمل أعدائه أكبر من أن توصف بالكلمات، فقد كانت الكثافة الجماهيرية التى تحركت للمشاركة فى التصويت خير شاهد على اصطفاف الجميع خلف قيادتهم، بل إن المشاركة الجماهيرية فى بعض الأماكن التى كانوا يمنون أنفسهم بعدم مشاركتها جاءت بحشود ضخمة عكس توقعاتهم، وفِى مقدمة هذه المناطق محافظة شمال سيناء وخاصة دائرة الشيخ زويد التى تعرضت للعديد من العمليات الإرهابية، إلى جانب لجان العريش ووسط سيناء. وكانت مشاركة الناخبين فى هذه الدوائر دليلاً على نجاح العملية العسكرية سيناء ٢٠١٨، فقد وفرت هذه العملية القدر الكافى من الأمن الذى أتاح للمواطنين الاطمئنان والتوجه إلى المقار الانتخابية والإدلاء بأصواتهم. وقد شارك فى الانتخابات العديد من الشخصيات العامة ورجال السياسة ونجوم الفن. وكالعادة كانت مشاركة النساء والشيوخ بأعداد كبيرة واضحة فى هذه الانتخابات.

وقد لعب الإعلام بجناحيه العام والخاص دوراً كبيراً فى حشد المواطنين وإقناعهم بالتوجه إلى صناديق الاقتراع. فقد أفردت الإذاعات المختلفة وقنوات التلفزيون العامة والخاصة ساعات طويلة على مدى أيام عديدة للترويج لهذه الانتخابات.

على صعيد آخر، كان لانتشار تسريب أحاديث جانبية بين بعض نجوم الإعلام الرياضى مستخدمين فيها ألفاظاً سوقية بذيئة، من غير المتصور استخدامهم لها، وقع الصدمة على الجماهير. وبينما النقاش محتدم حول هذه الواقعة وكيفية التصرف إزاءها، نقلت الأنباء صدور سقطة أخرى ولكن هذه المرة عن الرجل الذى يجلس على قمة كبرى المؤسسات الإعلامية والصحفية. فإذا علمنا أن هذا المسئول الكبير يقع على عاتقه محاسبة المخطئين من الإعلاميين، فمن يا ترى يحاسبه؟