رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فى عالم السياسة هناك أسئلة تستمر شهورا وربما سنوات لتعرف إجاباتها، وهذا ينطبق على ما قاله دونالد ترامب في خطاب الاتحاد في يناير2018، الذى كان بمثابة السؤال، وتلقى  إجابته من موسكو في 1 مارس 2018، ويبدو أنها الطريقة المثلى التى يريد بوتين التعامل بها ، ليس فقط مع دونالد ترامب، ولكن مع العديد من رؤساء الدول الآخرين وعلى رأسهم المستشارة الألمانية، لذلك لم يكن غريبا أنه بمجرد انتهاء بوتين من خطابه السنوي أمام "الجمعية الاتحادية الروسية"، قيام المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بالاتصال بالرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب، وهو ما فعله أيضا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فى ظل حالة القلق التى انتابتهم بشأن تصريح بوتين عن الأسلحة النووية؛ فالرئيس الأمريكى قال فى خطابه : «وكجزء من دفاعنا، يجب علينا أن نُجري تحديثاً ونُعيد بناء ترسانتنا النووية، ونأمل ألّا نضطرّ أبداً إلى استخدامها، بل أن نجعلها قوية جداً، وذات قدرة عالية حتى تردع أيّ أعمال عدوانية تقوم بها أيّ دولة أخرى أو أيّ كيان آخر. ولعلّ يوماً ما في المستقبل ستكون هناك لحظة سحرية تجتمع فيها بلدان العالم لإزالة أسلحتها النووية». والأغرب من ذلك أن ترامب أظهر العين الحمراء لكل من روسيا والصين عندما قال: "في جميع أنحاء العالم، نواجه أنظمة مارقة، وجماعات إرهابية، ومنافسين مثل الصين وروسيا، وجميعها تتحدى مصالحنا واقتصادنا وقيمنا، وفي مواجهة هذه الأخطار الرهيبة، فإنّنا نعلم أنّ الضعف أضمن طريق للنزاع، وأنّ القوّة التي لا مثيل لها هي أضمن الوسائل للدفاع الحقيقي المتين عن أنفسنا". وقد جاءت الإجابة قوية من الرئيس بوتين في خطابه عندما قال: "روسيا تطوّر ترسانتها النووية من أجل حثّ الشركاء الغربيين على التفاوض والإصغاء إلى التحذيرات الروسية بشأن عدم جواز الإخلال بميزان القوى الاستراتيجي في العالم . وأها تطوِّر أسلحة استراتيجية ردّاً على انسحاب الولايات المتحدة من جانب واحد من معاهدة الدفاع الصاروخي المضادّ، ونشرها عناصر منظومة الدرع الصاروخية على الأراضي الأمريكية وفي أوروبا وفي المياه بالقرب من السواحل الروسية، إضافةً إلى خططها لنشر صواريخ في اليابان وكوريا الجنوبية". والجميع يعلم أن روسيا ستنتهي من تجديد ترسانتها النووية الاستراتيجية بحلول عام 2020 .وفي الوقت نفسه، تقوم روسيا بتزويد جيشها وأسطولها بالأسلحة التقليدية الحديثة والعصرية والمتطورة، وذات القدرة على التدمير الشامل، ونسبة الأسلحة العصرية المتطورة إلى إجمالي أسلحة الجيش الروسي بلغت 30% فى عام 2015 و70% عام 2020 ؛ليكون الجيش الروسي قادراً على الدخول السريع إلى أي مسرح للعمليات الحربية عند الضرورة، وروسيا تحيط تلك  المنظومات من الأسلحة المتطورة بأعلى درجات السرية، كإطار لحماية منظومة التسلح والتصنيع العسكري الروسي المتطور، مع العلم ان الأسلحة الروسية متقدّمة على الأسلحة الأمريكية بجيل أو جيلين وهذا يفسّر حالة الخوف والقلق التي أُصابت المسئولين الغربيين بعد خطاب بوتين. وهذا رد قوى يؤكد أنّ روسيا ستردّ فوراً على استخدام السلاح النووي ضدّها أو ضدّ حلفائها إذا ما تعرّضوا لأخطار من القوى الأخرى، وخاصة أن وزارة الدفاع الأمريكية، طلبت تزويد واشنطن بأسلحة نووية جديدة ذات قوة محدودة ردا على تسلح روسيا مجددا . وفى الحقيقة أن كل ما يقلق واشنطن هو عودة موسكو الحاسمة إلى التنافس بين القوى الكبرى، وخاصة مع تطوير روسيا ترسانة من ألفى سلاح نووى تكتيكي، وقد يرى البعض أن هذا تهديد للدول الأوروبية على حدودها وتجاهل التزامات روسيا بموجب معاهدة "نيو ستارت" لنزع السلاح التى لا تحصى سوى الأسلحة الاستراتيجية التى تشكل أساسا لمبدأ الردع، وهذا يؤكد استراتيجية الروس لشن ضربات نووية محدودة للضغط على الحلف الأطلنطى فى إطار أى نزاع تقليدى يتفاقم، واستخدام الأسلحة النووية فى شكل أوسع لتحقيق انتصار على القوات التقليدية للحلف إذا فشلت التهديدات. وفى النهاية يبقى أن ما يتفوه به دونالد ترامب تكون له ردود سابقة التجهيز من الرئيس بوتين .