رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

زمان.. كانت الإذاعات الأجنبية، مثل هيئة الإذاعة البريطانية، ومونت كارلو الفرنسية، وصوت أمريكا هى الصوت الأعلى والمسموع فى العالم العربى، وكانت تتلاعب بالحكام والشعوب فى المنطقة.. حتى إذا أراد حاكم، أو مواطن عربى أن يسمع أخباراً عن العالم العربى، كانت هذه الإذاعات هى ملاذهما الوحيد.. بينما الإذاعات المحلية تكتفى بإذاعة التمثيليات وأغانى أم كلثوم!

وكان الرئيس عبدالناصر ينام ويصحو على صوت راديو بجانب سريره يسمع منه أخبار مصر والعالم من الإذاعات الأجنبية ولا يسمعها من إذاعة الدولة.. ومات الرئيس وكان آخر شىء فعله هو الاستماع إلى هذه الإذاعات، التى كانت أول من أعلن خبر وفاة زعيم الشعب، بينما كان الشعب لا يسمع شيئاً عن زعيمه فى الإذاعة المصرية، غير الأناشيد والقرآن!

ومعروفة حكاية انتصارنا فى بيانات الإذاعة فى حرب 67، بينما بيانات الهزيمة كانت تذيعها صوت لندن ومونت كارلو وصوت أمريكا.. وقتها، وتحديداً، فى الستينات والسبعينات، كانت الإذاعات المحلية لكل الدول العربية مشغولة بأخبار الرؤساء والملوك، بينما الإذاعات الأجنبية مشغولة بأخبار الشعوب وباحتياجاتهم.. أو هكذا بدت، وفى مونت كارلو كانت لديها مذيعة، لا أذكر اسمها، كان العالم العربى كله ينتظرها لسماع ضحكتها فقط، بينما مذيعات محطات الإذاعة وقنوات التليفزيونات العربية كن لا صوت ولا صورة!

ومنذ ثورة ٢٥ يناير، ومن بعدها ٣٠ يونيو ٢٠١٣، ومع تصاعد الأحداث، وتزايد العمليات الإرهابية، أصبحت الإذاعة المصرية، والتليفزيون المصرى هما المصدر لتحرى الدقة والصدق فى الأخبار الكاذبة المتداولة حول مصر.. ومع كثرة الفضائيات الخاصة، المصرية والعربية، وزيادة مساحة المصالح والتلاعب والخداع فى الأخبار والتقارير، عن مصر بصورة مريبة، اختلطت الأمور إلى حد أن أبواب غرف الأخبار فى هذه الإذاعات والفضائيات العربية والأجنبية، كانت، وما زالت، مفتوحة على أبواب غرف الكثير من وكالات المخابرات العربية والأجنبية!

وفى ظل التوسع والانتشار وتوغل الإعلام فى حياتنا اليومية، وفى نفوسنا، إلى حد السيطرة الكاملة، بالإضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعى، التى تحاول جميعها أن تصطاد المواطن المصرى، فى حبائل الأكاذيب، كنوع من التدمير الداخلى، واهتزاز ثقته فى الدولة، وإشاعة حالة من الإحباط على طريقة دس السم فى العسل، بالتقارير المغلوطة عن الأوضاع الاقتصادية وحقوق الإنسان وحقوق الأقباط وعن الفساد، وبالطبع عن الإرهاب والإرهابيين.. فإن ماسبيرو أصبح، نوعًا ما، أفضل من هذه المؤسسات.. وإننى شخصياً، ومنذ، فترة، صار ماسبيرو، بتليفزيونه وإذاعته، هو أحد أهم المصادر لتدقيق المعلومات وللاقتراب أكثر من الحقائق، التى تحاول أن تبعدنا عنها الإذاعات والفضائيات الخاصة والأجنبية!

ومن الأشياء المفرحة نجاح الإذاعة، إلى حد كبير، وبمختلف محطاتها، ومنذ فترة، فى إعادة المستمع اليها، كما أن تطوير القناة الأولى، أشاع حالة مبشرة، ونتمنى أن تمتد إلى باقى القنوات الأخرى الكثيرة بدون داع، والمطلوب تصفيتها للنصف، فمعظمها تفتقر لأقل القواعد المهنية من أول شكل المذيعات والمذيعين إلى البرامج وحتى الضيوف.. ومن أفضل قناتين من هذه القنوات، هى قناة الرياضة (نايل سبورت) رغم أننى غير رياضى ولا مهتم بالرياضة عموماً، ولكنها فى حاجة إلى تحديث، فهى تضم، مجموعة من المذيعات أفضل شكلًا وموضوعاً، من القنوات الأخرى بما فيها القناة الأولى.. وكذلك قناة الأخبار مهمة، وتعتبر منطقة آمنة وأمينة إخبارياً، وتضم كوادر متميزة، وتبحث عن خطة لاستغلالها وتطويرها.. وعمومًا فإن وصفة النجاح لإعادة المشاهد والمستمع، وحتى الُمعلن، المصرى، وكذلك العربى، إلى ماسبيرو لا تحتاج إلى عبقرية، ولكن فقط بتطبيق المعايير الإعلامية التى تطبقها القنوات الناجحة!

 

[email protected] com