رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوالنا

لقد حظي فيلم «ذَا بوست» بطولة ميريل ستريب وتوم هانكس ومن إخراج ستيفن سبيلبرج بأوسع قدر من اهتمام كتاب الأعمدة والمقالات في مصر، حتي انه يندر أن يكون أحدهم قد أفلت من أسر هذا الفيلم ولم يكتب عنه، وربما كان دافع هؤلاء الكتاب الي تناول هذا الفيلم في مقالاتهم هو موضوعه المحوري الذي يدور حول علاقة الصحافة بالسلطة، والتأكيد علي أن الصحافة الحرة تعمل علي خدمة الشعب ونشر الحقيقة متحملة في ذلك العديد من الاخطار وبينها غضبة الحاكم.

وقد اكتسب فيلم «ذَا بوست» أهمية متزايدة في ضوء الصراع الدائر الآن في الولايات المتحدة بين الصحافة والرئيس دونالد ترامب والتي تدور في جوهرها حول حماية حرية الرأي والتعبير.

وفِي ضوء ذلك كله، تابعت حفل توزيع جوائز الأوسكار رقم ٩٠، حيث كان «ذَا بوست» أحد المرشحين لنيل جوائز  في هذه الدورة، وكانت بطلة الفيلم ميريل ستريب الحائزة علي جائزة الأوسكار ثلاث مرات تتصدر الصف الأمامي في هذا الحفل... وتتابعت فقرات الحفل الذي امتاز بديكور رائع تغيرت وتبدلت عناصره مع كل فقرة من فقراته. وانتهي الحفل دون ان يحصل الفيلم علي أي جائزة، ولَم يكن ذلك مفاجئاً، فاهتمام الصحافة والكتاب بأحد الأفلام لا يعد مسوغاً للحصول علي الجوائز التي تخضع للعديد من الاعتبارات وأهمها عنصر المنافسة الذي تخضع له كل الاعمال التي أنتجت في نفس العام، وكان حصاد عام ٢٠١٧ حافلاً بعدد من الاعمال القوية التي تقاسمت فيما بينها جوائز الأوسكار، وكان علي رأس هذه الاعمال فيلم «ذَا شيب أوف ووتر» أو شكل الماء الذي حاز علي اربع من جوائز الأوسكار  الهامة وهي جائزة أفضل مخرج وحصل عليها المخرج جييرمو ديل تورو، وأفضل موسيقي تصويرية وأفضل تصميم انتاج وأخيراً جائزة أفضل فيلم، وهي الجائزة الكبري التي أثارت مشكلة في جوائز العام الماضي، حيث أعلن النجمان وارين بيتي وفاي دناواي بالخطأ فوز فيلم «لالا لاند» بالجائزة، وعادا واعتذرا عن ذلك الخطأ وأعلنا فوز فيلم ضوء القمر، وكانت تلك الواقعة حاضرة بشدة، نظراً لأن نفس النجمين هما من قاما بتسليم جائزة هذا العام للفيلم الفائز شكل الماء، ومن الأفلام التي تقاسمت جوائز هذا العام فيلم «داركست آور» أو أحلك الأوقات، حيث فاز الممثل البريطاني جاري أولدمان بجائزة أحسن ممثل بتجسيده شخصية رئيس الوزراء البريطاني في فترة الحرب العالمية الثانية ونستون تشرشل، بينما فازت الممثلة فرانسيس مكدونمارد بطلة فيلم «ثري بيلبوردز» أو ثلاث لوحات إعلانية بجائزة أفضل ممثلة، وفِي لفتة سياسية دعت مكدونمارد زميلاتها المرشحات لنيل جائزة أفضل ممثلة للوقوف للمطالبة بالمساواة في العقود مع الرجال، وكانت تلك الي جانب بعض اللمحات الخاطفة من مقدم الحفل النجم الكوميدي جيمي كيميل التي كانت فيها السياسة حاضرة في النسخة رقم ٩٠ من جوائز الأوسكار، كما كانت السياسة حاضرة حينما انتقد اثنان من النجوم الحاضرين سياسة الرئيس «ترامب» ازاء ما يعرفون باسم الحالمين، وهم الشباب الذين وفدوا الي الولايات المتحدة في سن الطفولة مع آباء ذهبوا إليها بطرق غير شرعية، ودعماً للحالمين قال النجمان «الحالمون هم أساس هوليوود والاحلام أساس أمريكا، لكل الحالمين نحن نقف معكم»، وكان لافتاً في هذه الدورة منافسة الفيلم اللبناني «القضية ٢٣» علي جائزة أفضل فيلم أجنبي والتي حصل عليها الفيلم التشيلي «امرأة رائعة»، ونرجو أن نري في دورات قادمة اشتراك أفلام مصرية في هذه المنافسة، الامر ليس ببعيد، فقط إذا أحسنا اختيار الأفلام.