رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مع احترامى طبعاً لمقام نواب مجلسنا العامر فمعظمهم يتفانى لخدمة دوائرهم الصغيرة ووطنهم الكبير بقدر الجهد والوقت المتاح والفرصة المناسبة، فلا شك أن هناك نسبة كبيرة من النواب يبذلون أقصى ما فى وسعهم وبعضهم حقق لدائرته إنجازات على مستوى النهوض بالخدمات والمرافق وحتى خدم المواطن البسيط صاحب الطلب الخاص.

ولكن كلامى الآن موجه لبعض النواب الذين تفرغوا لخدمة أشخاص بأعينهم فتراهم يهتمون بموضوعات خاصة بأشخاص معينة، وطبعا منهم رجال أعمال ومقاولون وأصحاب مصانع خاصة وأسواق مواشى ومنافذ أسطوانات غاز ومخابز.. إلخ.

الغريب أنك تجد «ذات نفس النائب» الذى يتجاهل مشاكل أبناء دائرته، يستميت من أجل إنهاء أوراق المشروع الذى يتبناه «كفيله» لدرجة أننى رأيت بعينى رأسى نائبة مبجلة جندت نفسها من أجل بناء برج سكنى وكانت لا تُرى إلا وبرفقتها صاحب البرج أكثر ما كانت ترى برفقة أبناء دائرتها «الغلابة» التى لم تعد تراهم من الأصل!

ومع الوقت تجد بعضهم يندفع بشدة فى هذا الاتجاه فلا يتدخل إلا لمصلحة هذا الكفيل المحظوظ بنائبه ولأن العلم بحره واسع، فعندما تحدثه فى ذلك يهب مدافعاً عن رجل الأعمال صاحب الجاه والمال ويتهمك بعدم فهم البعد الاستراتيجى فى الموضوع، فهو لا يخدم صاحب المشروع ولكنه يخدم المشروع -ذات نفسه- لأنه سيكون مصدر رزق لعدد كبير من العمال وهو بذلك يفتح للعاطلين أبواب رزق وهو قول حق يراد به باطل، لأن المواطن البسيط لا يجد نائبه فى الوقت الذى يريده لأن هذا النائب لا يهتم إلا برجل المشروعات «الأبهة» يرافقه فى الوزارة للحصول على تأشيرة إنهاء المشروع، ثم يتبعه فى المديريات والمحليات حتى ينهى الموضوع على خير ما يرام.

تراهم فى وزارة الزراعة ومديريات الإسكان والزراعة والصحة والبيئة.. إلخ.

هذه المشروعات التى يتدخل فيها النائب لخدمة «الكفيل»، الذى يصرف من ماله فى الدعاية الانتخابية ويقف خلف المرشح حتى يصبح نائباً لها قواعد حاكمة ومعروفة وصاحب المشروع عليه أن يستوفى هذه الاشتراطات لإنهاء قصته والحصول على الموافقات المطلوبة و«بنفس» سيادة النائب المهموم فقط بهذا الموضوع.

زمان كان بعض النواب يبيعون تأشيرات الوظائف والحج وكل ما تحصده أياديهم من منافع حكومية.

الآن ومع عدم وجود وظائف ومنح يسعى بعض النواب لتوفير مناخ داعم لهم حتى ولو بالحيثية والحشد فى الدائرة والمواطن البسيط لا يجد ما يقف معه فى أبسط مشاكله، بحجة أن سيادة النائب لا يتدخل فى الطلبات الخاصة، لا أريد للنائب أن يكون له كفيل سواء فى دائرته أو فى أى دائرة أخرى.

فكفيلك الحقيقى هو المواطن الذى تتذكره فقط أيام مولد الانتخاب وسوف يكون اللقاء فى المرة القادمة صعباً جداً، فلن تستطيع أن تضحك مرة أخرى على الناخبين وإن غداً لناظره قريب.