رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

الانتخابات واحدة سواء بين المترشحين لرئاسة الدولة أو لرئاسة نادٍ رياضى.. الاثنتان فى حكم اللعب، ليس بمعنى اللهو، ولكن بالقواعد التى تحكم لعبة أية انتخابات، بأضلاعها الثلاثة، مرشح، وناخب وصندوق! وانتخابات الناديين.. الأهلى والزمالك، مرت مرور الكرام دون أن يلتفت إلى نتائجها أحد، مع أنها تضمنت مؤشرات مهمة، لا تخطىء، سواء لحركة المجتمع بصفة عامة أو لانتخابات رئاسة الجمهورية خاصة، فقد كانت انتخابات سياسية أكثر منها رياضية، انتخابات يقودها أعضاء نادٍ لا يقودها مشجعو فريق، وفى انتخابات الرئاسة كذلك يقودها شعب وليس محبين، وفى الأندية الرياضية الناخبون لا ينتخبون كابتن ولاعبين ولكن يختارون رئيسًا وأعضاء مجلس إدارة، ويختارون خدمات لأعضاء النادى ولا يختارون نتائج فريق يلعب، ولو كان كذلك لانتخب أعضاء الأهلى الرئيس السابق، وكان أعضاء الزمالك انتخبوا شخصًا آخر!

 وكان لابد من المترشحين للرئاسة قراءة انتخابات الأهلى والزمالك والاستفادة من دروسهما لمعرفة اتجاهات الرأى العام ومزاج الناخبين الذين يمثلون الشعب بكل طبقاته وفئاته الذين هم أنفسهم أعضاء الناديين الأهلى والزمالك، ورغم أن اختيار الناخبين لرئاستهما قد يبدو للبعض أنه فى منتهى التناقض مع أن أعضاء الناديين الذين اختاروا الرئيسين من طبقة اجتماعية وتعليمية واحدة، ولا يمكن القول إن أعضاء أحد الناديين أفضل أو أرقى أو أغنى، فكلاهما من الطبقة المتوسطة، حتى الأغنى منهم أصلا من الطبقة المتوسطة أو تحت المتوسطة والأقل منهما، فالطبقة الأرستقراطية فى المجتمع المصرى اندثرت تقريبًا، منذ ثورة يوليو ٥٢،و ٦٦ عامًا كانت كفيلة بمحو هذه الطبقة وفى ظل التدهور التعليمى والاقتصادى فإن أحفاد هذه الطبقة وورثتها صاروا من الطبقة المتوسطة والأقل منها اقتصاديًا وأخلاقيًا، وكذلك أعضاء نادى الجزيرة أو نادى هليوبوليس غالبيتهم من الطبقة المتوسطة أو أصبحوا من الطبقة المتوسطة حتى ولو كانت أصولهم منها.

وليس صحيحًا، أن هناك اختلافًا، كما يبدو، بين اختيار أعضاء النادى الأهلى وبين أعضاء نادى الزمالك، فكلهم اختاروا رئيسًا من الطبقة المتوسطة وليس من رجال الأعمال الذين لا يثق فيهم المجتمع المصرى ويرون أنهم يجمعون الثروة من جيوبهم، ولذلك اختاروا للناديين اثنين من نفس طبقتهم الأنسب لتحقيق أعلى قدر ممكن من الخدمات، كل بطريقته، والتى تلبي احتياجاتهم كطبقة متوسطة، حيث مازال بالنسبة لهم، النادى الأرخص من الكافيهات أو الكازينوهات أو المطاعم العائمة، ومازال النادى أكثر الأماكن أمانا وأرخص من الجيم والصالات الرياضية وذلك للأبناء الذين يريدون ممارسة أية رياضة، بالإضافة إلى الخدمات الأخرى من مصايف أو رحلات عمرة وغير ذلك!

والانتخابات الرئاسية لا تختلف عن انتخابات النوادى، والناخبون، هنا أو هناك، والذين غالبيتهم، من الطبقة المتوسطة لا يهمهم، شخص المرشح، ولكن يهمهم ما يقدمه بعد انتخابه من خدمات، كمًا ونوعًا، وبأرخص الأسعار.. ولو قرأ أحد المرشحين للرئاسة، سواء الذين انسحبوا أو تراجعوا أو استكملوا، نتائج انتخابات الأهلى والزمالك فإننى كنت أضمن لهم اللعبة الحلوة التى يفوزون فيها بكرسى الرئاسة!

[email protected]