عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الشعب يريد

أنا متفائلة بطبعى، ولا أخشى الغد، ولا أستعد له، فالحياة والحمد لله بيد الله، والإنسان الذكى يحيا ويعيش بأى إمكانيات، وتحت أى ظروف، وهنا تكمن عبقرية المصريين، فهو شعب يتحمل ويصبر وينتصر فى النهاية بصبره وإيمانه بالله وبوطنه وبنفسه.

والآن، أنا متفائلة بوزيرة الثقافة إيناس عبدالدايم، وهى فنانة قبل الوزارة ووزيرة وبكل مراحل حياتها، وأيضًا أتابع تطوير التعليم وما يعانيه د. طارق شوقى، وزير التعليم من حرب شرسة من كل الأطراف بدءًا من الإعلام وبعض أولياء الأمور والمدرسين وأيضًا من فرقة «عبده مشتاق» لتولى وزارة التربية والتعليم، وكلاهما د. شوقى والفنانة إيناس ورث أثقل تركة فى التاريخ وأراهما أصعب منصبين فى وقتنا الحاضر، لأن الأنا فى أعلى مراحلها، والأخلاق فى أدنى مستوياتها، والتعاملات تتم بنظام «ثورة يناير» وتداعياتها التى سنعانى منها لعشرات السنين المقبلة.

ونحن الآن نشاهد فى بعض الدول تقديم التاريخ وبعض المواد الدراسية فى قوالب فنية كالمسلسلات والأفلام التسجيلية وكثيرًا ما يتم التعليم عن طريق «الفيديو كونفراس» لنقل المؤتمرات والتجارب وأيضًا للتواصل عن بعد.. وأتساءل: هل يمكن تدريس بعض المسلسلات، التى تغنى عن أساليب التعليم التقليدية وأسلوب الحفظ والمحاضرات والتلقين وأؤكد لكم أن مردودها سوف يكون أفضل مما يتلقاه التلاميذ الآن وسوف تهذِّب وتهدئ وتربى التلاميذ، وربما تنفض عنهم بعض أتربة يناير التى غيرت منهم كبارًا وصغارًا وشكلاً وموضوعًا وسلوكًا.. فمن منا لم يرتعد وربما يرتعش عندما يشاهد مسلسل «الليل وآخره» للعمالقة هدى سلطان ويحيى الفخرانى، وأى خطاب دينى يترك أثرًا لدى إنسان راوغ فى «حق الميراث» مثلما فعله الخطاب الدينى والاجتماعى فى هذا المسلسل، وأى قلب أو عقل يدرِّس هذا المسلسل مع مدرس مثقف، يعلم التلاميذ الدين واللغة العربية، ومعها القيم والأخلاق ويتناقشان معًا ثم يَظلِّم أو يُظلم مستقبلاً. وهنا سوف يتم اجتياز التلميذ فيما رأى بعينه وناقش بعقله وعاش فى مجتمع يتناقل هذا الدرس الحياتى والاجتماعى والدينى.

ومسلسل آخر هو «الوتد» لهدى سلطان ويوسف شعبان، فأى أسرة تراه مع أطفالها لو تحدثوا عنه واستلهموا منه القيم لتحسنت حياتهم ونفضوا الفقر، وعاشوا بالعمل والحب بلا مشاكل.

إن الوجود فى أسرة كبيرة يمنع الخطأ ويقدّر مصادر الرقابة ويحكم الأمور ويعظِّم الفوائد ويقلِّل الخسائر.

إن أجمل ما قاله العالم الجليل د. رفعت المحجوب، رئيس مجلس الشعب السابق فى إعداده لميثاق الرئيس عبدالناصر: «إن الأسرة هى الخلية الأولى للمجتمع» ونحن للأسف تركنا الأبناء للمدرس الخصوصى ومنعناهم من الذهاب للمدرسة، وخلقنا لهم حالة توحد مع مدرس منزلى وسوشيال ميديا بلا رقيب وأطعمة سريعة، فمرض من مرض وتحول البعض منهم لقتلة وإرهابيين، وفى أحسن الحالات فاسدين يجمعون المال ويحبونه حبًا جمًا وها نحن نتابع جهود الرقابة الإدارية، التى أراها تضبط 5٪ فقط من الفاسدين فلو عدنا للأسرة وحاولنا الإصلاح السريعة لملامح التعليم وبما نجد من الجرائم والفساد، ونضمن الحد الأدنى من الوقاية الصحية والأخلاقية، ولدينا -والحمد لله- رصيدًا كبيرًا وراءنا من المواد الفنية والثقافية ومسلسلات العظماء مسيرة وتقديمًا تصلح للتدريس أيضًا، وعلى سبيل المثال حياة د. طه حسين فى مسلسل «الأيام»، و«أم كلثوم»، و«على مبارك»، و«الشيخ شعراوى» فهل يفكر وزير التعليم فى تدريس هذه الثروة ونعلم تلاميذنا بجد، وهل تقيم الوزير إيناس عبدالدايم ندوات بقصور الثقافة لإعادة مناقشة هذه القيم، فربما يكون فيها الحل لما نعانيه من سيادة الشتائم وتدنى الحوارات واستخدام ثقافات الفوضى ولغة الانهيار الخلقى حتى فى الإعلام المرئى والمكتوب أحيانًا.

 

<>

دعوة البابا تواضروس لزيارة مؤسسة الأهرام دعّمت الثقافة الوطنية، وكانت بمثابة إحياء للروح المصرية، وأحيت كذلك الأمل بمستقبل واعد.. برافو قيادات الأهرام وفكر كل الزملاء بها.