رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

همسة طائرة

لست أدري  لماذا كل هذا الهول والتهويل  مع كل خطوة تخطوها مصر نحو المستقبل ونحو الخروج من شرنقة الانقسامات  والفساد والإفساد؟ ...هل هو قدر ام الدنيا حقا أن تظل هكذا فى حالة عدم استقرار ؟ أم هى خيوط المؤامرة عليها؟.. أقول هذا القول بمناسبة التهويل الدائر حول الانتخابات الرئاسية... نجد نفسك تعيش حالة من هول الأسماء الكثيرة التى ترشح نفسها للانتخابات وفجأة وبدون مقدمات أفلام وأساطير تنسج ممن يعرف وممن لا يعرف ممن يفتى وممن لا يفتى؟ وفجأة يعلن المرشح انسحابه دون أن نعرف لماذا ترشح وماذا كان فى ذهنه عند الترشح وما هى المصلحة التى كان يبتغيها؟.

يا سادة...لماذا لا يتم كل شىء بهدوء؟ لماذا لا نعطى فرصة لإحكام العقل والمنطق؟ ففى اعتقادى  أنه  هكذا يجب أن تدار الدولة وخاصة دولة بحجم وقامة وقيمة مصر التي كانت وما زالت وستظل أم الدنيا حقاً. إننا بحاجة إلي أن تدار الدولة بقدر من الهدوء؟ نريد أفعالا لا أقوالا.. نريد حلول المشكلات لا خلقا لمشكلات جديدة، فمنذ فتح باب الترشح لانتخابات الرئاسة ومن قبله.. تعيش مصر حالة من عدم الاستقرار.. مرة بالحديث عن تعديل ما بالدستور وعن مؤامرة داخل مجلس النواب لتغيير فترة الرئاسة من 4 إلى 6 سنوات ليعلنها الرئيس السيسى صراحة فى أحد مؤتمراته أنه لا تعديل فى الدستور وأن الانتخابات فى موعدها وفقا لما حدده الدستور .. ولكن هل انتهت الرواية على ذلك؟  بالطبع لا..فلماذا لا ننسج روايات وقصصا حول مرشحى الرئاسة وكيفية الإطاحة بهم... بالله عليكم هل الوطن يستحق منا كل هذا الهراء والتهويل؟ 

يا سادة..  لا بد أن نهدأ وألا نقحم أنفسنا فيما ليس لنا شأن به، وأن نترك لصاحب القرار أن يتخذ قراره لمن اخترناه وفوضناه في أمور دولتنا حاضرها ومستقبلها وأنه عليها بإذن الله نعم الأمين. 

يا سادة... إلي متي يظل الرئيس السيسي يسدد فواتير لا ذنب له بها؟ إلي متي يظل يسدد فاتورة فساد وإفساد أكثر من 30 عاما عاشتها مصر في ظلام الجهل والمرض، شبابها يحملون مؤهلات عليا ومعظمهم لا يجيدون القراءة والكتابة بسبب الفساد الذي ألم بالتعليم وملايين المرضي من المصريين تتقطع أجسادهم وأكبادهم من السرطانات المختلفة من الفشل الكلوي والكبدي والسكر والضغط، وقائمة لا حصر لها من أمراض نعلمها  وأمراض لا نعلمها.. أليس يا سادة كل ما تعيشه مصر الآن ويسدد فاتورته السيسي ورجاله هو حصيلة ما زرعه نظام ما قبل 25 يناير؟ أليس هذا النظام هو من خلف لنا تلك الجماعة الإرهابية التي باستخدامه إياها فزاعة للغرب وأمريكا هو ما جعلها تتوحش وتتوغل في وجهنا الآن؟! أو ليس هذا النظام هو من خلف لنا الجهل والفقر والتردي الإعلامي والثقافي والجهل التعليمي والانهيار الأخلاقي؟! أعتقد أننا جميعا نعلم ذلك كما نعلم أن رموز هذا النظام الكئيبة ما زالت تطل علي المجتمع بفسادها لتزيد الشعب إحباطاً من انتصارهم علي الشعب ورغبته في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية.

سيادة الرئيس السيسي ألم يئن الأوان أن تفعلها وتقوم بثورة تصحيح للإطاحة بمراكز الفساد والإفساد  التي تسيطر علي هذا المجتمع، لتحول دون أن تنطلق مسيرتك في نهضة هذه الأمة؟.. فالتاريخ يؤكد لنا أن الرئيس السادات لم يستطع تحقيق نصر أكتوبر المجيد والعبور بمصر من الهزيمة إلي النصر، إلا عندما قضي علي مراكز القوي التي خلفها له نظام الرئيس عبدالناصر، وتلك المراكز في المجتمع الآن تملك المال والأعمال والميديا والشعب لا يملك حتي قوت يومه.

همسة طائرة.. سيدي الرئيس نتمني أن نصحو يوما وقد تحررت مصر من قطبي الفساد بها.. مراكز قوي هذا العصر.. الفساد السياسى والفساد باسم الدين.. إننا منك منتظرون فأنت رئيس تعرف كيف تدير وتعبر بالدولة إلى بر الأمن رغم كل الهول والتهويل.