رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

 

 

 

لم يحدث من قبل أن واجه مسئول أمريكى رفيع، هذا الحرج الذى واجهه مايك بنس، نائب دونالد ترامب، الذى زار المنطقة مؤخرًا على استحياء وخجل!

لقد كان من المفترض أن تتم الزيارة فى العشرين من ديسمبر الماضى، وكان على جدول زيارته أن يلتقى الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والبابا تواضروس الثانى، إذا جاء مصر، وأن يطير منها للقاء الرئيس الفلسطينى محمود عباس فى رام الله!

 وعندما قرر ترامب نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى مدينة القدس، والاعتراف بالمدينة عاصمةً لإسرائيل، فإنه لخبط جدول الزيارة وأرجأ إتمامها مرتين!

وتجسدت اللخبطة فى ثلاثة قرارات قوية لم يواجه الأمريكان مثلها من قبل فى المنطقة.. أما الأول فكان من عباس الذى اعتذر عن عدم استقبال بنس فى الضفة الغربية المحتلة.. وأما الثانى فكان من الدكتور الطيب، الذى اتخذ الخطوة نفسها، ومن ورائهما سار البابا فى ذات الاتجاه!

ولم يعرف البيت الأبيض ماذا فى إمكانه أن يفعل فى مواجهة القرارات الثلاثة.. ولم يملك فعل شىء سوى تأجيل الزيارة إلى أول يناير، لعل الأجواء تكون مناسبة!

وحين حل الموعد الجديد للزيارة فى أول الشهر، تبين أن المواقف الثلاثة كما هى، لم تتغير، وأن أصحابها أشد تمسكًا بها، وأن الرهان الأمريكى على أن يغيروا من مواقفهم كان رهانًا على سراب، فتقرر التأجيل للمرة الثانية إلى العشرين من الشهر.. لعل وعسى!

وجاء العشرون من يناير، فإذا الرئيس الفلسطينى، وشيخ الأزهر، وبابا الكنيسة، على مواقفهم الثابتة، كما كانوا فى البداية وأكثر!

ولو ربط بنس زيارته بتغيير مواقفهم، لكان عليه أن يؤجلها ألف مرة، دون جدوى.. ولم يكن أمامه إلا أن يبدأها.. وقد جاء إلى القاهرة، ومنها طار إلى عمان، وفى العاصمتين سمع الكلام نفسه على المستوى الرسمى، وهو أن القدس الشرقية ستبقى عاصمة لفلسطين.. ولا عاصمة غيرها!

ولم تكن صدفة أن يُنهى الأزهر مؤتمره عن نصرة القدس، قبل مجىء بنس بيومين اثنين، وأن يكون أصحاب المواقف الثلاثة على رأس الحاضرين فيه، وأن يخرج عنه بيان يضع النقاط على حروفها، فى كل ما يخص القدس، وأن تبدو الزيارة فى المقابل زيارة باهتة لا روح فيها!

وعندما يعود نائب الرئيس الأمريكى إلى بلده، سوف يكتشف أن تأجيل زيارته لم يغير من الأجواء التى راهن على تغييرها فى شىء، وأن إدارة بلاده مدعوة إلى أن تراجع قرارها، إذا كانت حريصة على أن يكون لها أصدقاء، أو حتى حلفاء فى المنطقة!

وسوف نرى!