رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

أصدرت وزارة الخارجية بيانًا قبل أيام، أكدت فيه ما هو معلوم بالضرورة، من علاقة مصر القوية مع الكويت، على مستوى الحكومة، وعلى مستوى الشعب. 

وهذه من المرات القليلة التى يخرج فيها بيان من الخارجية، تعليقًا على تسريب مُسيء، تتداوله قنوات تبث برامجها من خارج البلد، ولاتُخفى عداءها لنا! 

وهذه أيضًا من المرات النادرة التى تجد فيها الخارجية، أنها فى حاجة إلى إصدار بيان توضح فيه، وتشرح، وتضع الأمور فى سياقها الصحيح! 

وليست المرة الأولى التى تتعرض فيها العلاقات بين البلدين لمثل هذه الأشياء، فهى علاقات يبدو أنها على موعد كل فترة مع حادث عارض، يجرى تصويره بفعل فاعل على أنه موقف مصرى عام ضد الكويت، أو أنه موقف كويتى عام ضد مصر.. مع أنه ليس كذلك فى الحالتين، ولا يمكن أن يكون! 

وفى ديسمبر الماضى كان مغترب مصرى يعمل هناك قد تعرض لاعتداء على حياته، خلال مشاجرة بينه وبين مواطن كويتى.. ورغم أن الخلاف بينهما كان خلافًا من النوع العابر، الذى يجوز أن يقع فى أى وقت، وفى أى بلد، وبين أى شخصين، أحدهما وافد، والآخر مواطن، إلا أنه بسرعة وجد مَنْ يتلقفه، ويوظفه، ويستثمره، فى اتجاه تعميمه لأهداف لم تكن خافية على أحد! 

وبسرعة كانت السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة، قد وصلت إلى الكويت، وبسرعة أيضا كانت قد التقت نظيرتها الكويتية، الوزيرة هند الصبيح، وبسرعة للمرة الثالثة، كانت الوزيرتان قد قطعتا الطريق على الذين أرادوا تصوير الحادث على غير حقيقته! 

وحين تناولتُ الموضوع فى وقته من هذه الزاوية، جاءنى اتصال من الوزيرة مكرم تقول فيه ما معناه، إن اليقظة على هذا المستوى واجبة من جانبها، ومن جانب كل مسئول عن أى ملف فيما بين البلدين، لأن المتربصين، والذين يتحينون الفرصة، والذين يصطادون فى الماء العكر، كثيرون! 

وشكرتُ للوزيرة التفاتها الواعى إلى مقتضيات المسئولية التى تحملها على كتفيها! 

ولم يكن التسريب المسيء إياه، إلا حلقة فى سلسلة ممتدة من الوقائع المماثلة.. وكذلك حادث المصرى الذى نجحت الوزيرتان فى تطويق آثاره فى مهدها! 

وحين عرفتُ أن السفير محمد الذويخ، سفير الكويت فى القاهرة، قد ساءه الفيديو المتداول، تمنيت لو قلت له، إن الكويت التى حارب لواء اليرموك منها، إلى جوار الجيش المصرى فى حرب اكتوبر ١٩٧٣، تعرف مشاعر حقيقة المصريين فى عمومهم نحوها، وأن مصر التى شاركت فى تحرير الكويت من غزو صدام حسين عام ١٩٩١، تعرف حقيقة مشاعر الكويتيين فى المقابل إزاءها! 

مصر تعرف.. والكويت تعرف.. ولا مجال لوسطاء بينهما!