رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صكوك

 

 

دعونا نبحث فى الفتن الطائفية من خلال التاريخ الذى لم يظلم الإسلام.. بل إن أهل الذمة لم يحصلوا على حقوقهم وفقا للتاريخ إلا من خلال العمل بالإسلام .. وتبدأ الفتن الطائفية والمظالم بمجرد دخول مراحل الضعف والوهن والبعد عن الدين.. وكشف لنا التاريخ أن لرجال الدول دورًا كبيراً فى تلك المظالم التى يتعرض لها أهل الذمة والتجاوز فى العقوبات وإن تدخلت بعض العمم الدينية فهى عمم السلاطين الموجودة فى كل عصر لإفساد الدين والبلاد والعباد.. ففى البداية والنهاية لابن كثير والذى كتبه فى عام 768 هجريا فى عهد الدولة المملوكية بطريقة التبويب على السنوات. وتبدأ السنة بقوله «ثم دخلت سنة.. كذا..» ثم يسرد الأحداث التاريخية فيها ثم يذكر أبرز من توفوا فى هذه السنة.. وكتب: «فى يوم الاثنين الخامس عشر منه أمر نائب السلطنة أعزه الله بكبس بساتين أهل الذمة فوجد فيها من الخمر المعتصر من الخوابى والحباب فأريقت عن آخرها ولله الحمد والمنة، بحيث جرت فى الأزقة والطرقات، وفاض نهر توزا من ذلك، وأمر بمصادرة أهل الذمة الذين وجد عندهم ذلك بمال جزيل، وهم تحت الجباية.

وبعد أيام نودى فى البلد بأن نساء أهل الذمة لا تدخل الحمامات مع المسلمات، بل تدخل حمامات تختص بهن، ومن دخل من أهل الذمة الرجال مع الرجال المسلمين يكون فى رقاب الكفار علامات يعرفون بها من أجراس وخواتيم ونحو ذلك.

وأمر نساء أهل الذمة بأن تلبس المرأة خفيها مخالفين فى اللون، بأن يكون أحدهما أبيض والآخر أصفر أو نحو ذلك».

بالبحث فى التاريخ سوف تعثر على وقائع وآفات متشابهة حيث التكرار.. والشعوب ورجال الدول لا تستفيد ولا تتعلم من الماضى إما بالجهل به وعدم الاهتمام بالبحث فيه.. أما الآن يأتى من يتهم الإسلام بالعنف واضطهاد المخالفين وهوما نفاه بعض المنصفين من الباحثين.. تقول المستشرقة الألمانية زيغريد هونكه وهنا تتحدث عن ايام قوة الإسلام أو الدولة المسلمة فكتبت: «العرب لم يَفرِضوا على الشعوب المغلوبة الدخولَ فى الإسلام، فالمسيحيون والزرادشتية واليهود الذين لاقوا قَبْل الإسلام أبشعَ أمثلة للتعصب الدينى وأفظعها، سُمِح لهم جميعًا دون أى عائق يَمنعهم بممارسة شعائر دينهم، وترَك المسلمون لهم بيوت عبادتهم وأديرتهم وكهنتهم وأحبارهم دون أن يَمسُّوهم بأدنى أذى، أوَليس هذا منتهى التسامح؟».. وهكذا المؤشر يتحرك يمينا ويسارا.. تجد من يحاول أن يستخدم الدين فى البطش بغير المسلمين وربما لمصالح شخصية وتجد أيضا المنصف الذى يطبق الإسلام بعدله دون تغيير أو تبديل. الا اننا فى النهاية لا نستفيد من هذا التاريخ وتمتد الألسن بجهل ويتهم بعضنا الإسلام دين الرحمة والعدل بالتطرف وعدم إنصاف غير المسلمين.