رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوالنا

فى الأسبوع الأول من شهر ديسمبر الماضى ألقى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب خطابه المشؤوم الذى أعلن فيه قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إليها. وقد رفضت معظم دول العالم وبينها أقرب حلفاء الولايات المتحدة التى دائماً ما تتطابق سياساتها مع السياسات الأمريكية، مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا، رفضت هذا القرار. وتجلى هذا الرفض فى تصويت مجلس الأمن بأغلبية أربعة عشر صوتاً مقابل صوت واحد هو صوت الولايات المتحدة بقبول مشروع القرار المقدم من مصر والداعى إلى رفض القرار الأمريكى بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها. وقد تأكد هذا الرفض الدولى، الذى أحبطته الولايات المتحدة باستخدام الفيتو فى مجلس الأمن، بقرار حظى بإجماع كبير فى الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث لا تتمتع أى دولة بحق الفيتو.

وجاء قرار الرئيس الأمريكى على عكس ما درج عليه الرؤساء الأمريكيون، الجمهوريون منهم والديمقراطيون، بإرجاء تنفيذ قرار الكونجرس بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس. وأسفر هذا القرار عن اشتعال ثورة غضب فلسطينية، عبرت فيها الجماهير عن سخطها وغضبها من هذا القرار الجائر الذى يعطى فيه ترامب لإسرائيل ما ليس من حقها، ويستبيح لنفسه ولها العبث بالقرارات والمعاهدات الدولية التى تحظر تغيير أوضاع الأراضى الواقعة تحت الاحتلال. فحقت عليه لعنات شعب عانى الأمرين من وطأة الاحتلال الاستيطانى الذى ابتلى به دوناً عن شعوب الكرة الارضيّة، وتضامنت حجارة مدينة القدس وبناياتها مع أبناء شعبها فى استنزال اللعنات على من ظلمها، وعمل على وأد حلم أبنائها فى نيل الاستقلال وقيام دولة فلسطينية تكون عاصمتها القدس الشرقية. 

ولَم يمض وقت طويل حتى نشر فى الأسبوع الأول من شهر يناير الحالى كتاب «النار والغضب» للكاتب مايكل وولف الذى يكشف الكثير من خبايا البيت الأبيض فى عهد الرئيس دونالد ترامب. وربما كان أهم ما تضمنه هذا الكتاب، التشكيك فى قدرات الرئيس ترامب الذهنية، ومن ثم التشكيك فى قدرته على قيادة الولايات المتحدة الأمريكية. وبمجرد الكشف عن محتويات الكتاب، اشتعلت وسائل الإعلام المختلفة من شاشات التليفزيون وأجهزة الراديو ووسائط الإعلام الاجتماعية فى تناول مسألة صلاحية ترامب لتولى إدارة البلاد وقيادة العالم الغربى. ولَم يقف الأمر عند حدود النقاش، بل تجاوزه إلى صدور مطالبات بضرورة إجراء كشف نفسى لمعرفة قدرات الرئيس الذهنية. وقد رد الرئيس ترامب على ما ورد فى الكتاب بقوله إنه عبقرى وراجح العقل. وقال إن تاريخه المهنى وما حققه من ثروة وشهرة إضافة إلى فوزه فى الانتخابات الرئاسية لدليل على عبقريته ورجاحة عقله. 

ورغم ما ورد فى الكتاب من اتهام ستيف بانون كبير الخبراء الاستراتيجيين السابق لنجل الرئيس ترامب بالخيانة والقيام بعمل غير وطنى باجتماعه مع مجموعة روسية، فقد تراجع بانون عن هذا الاتهام.

وقد حفل كتاب «النار والغضب» بالعديد من الخطايا التى تطعن فى أخلاقيات دونالد ترامب، منها أنه كان يعقد جلسات سمر مع أصدقائه حيث يقوم باستدراجهم فى البوح بأسرار جنسية فى الوقت الذى كان يتيح لزوجاتهم التنصت فى حجرات مستقلة على ما يقوله الأزواج. هذا عدا مغازلته زوجات أصدقائه.

ومع انطلاق سهم هذا الكتاب الفضائحى فإن كرسى الرئاسة لم يعد مستقراً تحت دونالد ترامب، كما كان قبل صدور الكتاب. إنها لعنة القدس، وهذه أولى بشائرها.