رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هل يفعلها ترامب ويقضى على نظام الملالى، وينهى شهر العسل الممتد لسنوات مع هذا النظام حيث صال وجال بين أروقة الكونجرس والبيت الأبيض إبان إدارة الرئيس باراك أوباما التى أظهرت مرونة مع طهران فأمرت الاتفاق النووى، وغضّت الطَّرْف عن السلوك العدوانى الإيرانى فى المنطقة، بل تعدى الأمر الى الترويج للنظام الإيرانى بعد وصول حسن روحانى إلى منصب رئيس الجمهورية فى إيران.

فالجميع يعلم أنه منذ وصول ترامب إلى البيت الأبيض زادت حالة التوتُّر الإيرانى، وخاصة مع اكتساح الجمهوريين الكونجرس ومجلس الشيوخ ووصولهم إلى البيت الأبيض. وإذا كان ترامب لم يتّخذ قرارًا بإلغاء الاتفاق النوويّ أو تمزيقه، إلا أنه كان أكثر تشدُّدًا فى مراقبة النظام الإيرانى والتأكيد على ضرورة التزام طهران ببنوده كاملة.

الى جانب ردّ فعل أمريكي ضدّ تجارب الصواريخ الباليستية التى يُجرِيها النظام الإيرانى، والتى ظهرت مؤخرا فى اليمن، واعتبار ذلك خرقًا للاتفاق النووي. الى جانب أن ترامب لن ينسى للوبى الإيرانى موقفه المعادى له ووقفه مع هيلارى كلينتون، وربما هذا سبب كفيل ليضع فرضية أن أمريكا لن تقف مع نظام الملالى، لذلك ظهر اللوبى الإيرانى فى الولايات المتحدة مرتبكاً، أمام المظاهرات التى تشهدها أكثر من عشرين مدينة إيرانية على الأقل فى إيران، وكان لافتاً أن الإيرانيين الأمريكيين الذين ظهروا لتحليل الأحداث عبر قنوات أمريكية أو ناطقة بالإنجليزية تبنوا خطاباً هادئاً تجاه الحكومة الإيرانية، وحاولوا تحميل «العقوبات الخارجية» المسئولية الأكبر للمعاناة التى يعانيها الشعب الإيرانى.

وفى الحقيقة أن الرئيس ترامب، على عكس أوباما، يرغب فى إسقاط الملالى، ووصفه بأنه مصدر للإرهاب وعدم الاستقرار فى الشرق الأوسط، ويتمنى أن تطيح المعارضة بنظام طهران. والواقع أن لا أحد يستطيع التنبؤ بما سيحدث فلا توجد معلومات دقيقة عن المعارضة الإيرانية فى الداخل والخارج، ولا عن قدراتهم لمواجهة النظام وإسقاطه، والأرقام الموجودة ليست مؤكدة وجُمعت من مصادر مفتوحة، ولا توجد معرفة بقوة الأقليات العرقية والإثنية التى قد تشكل تحديا جديا للنظام بثقلها الديمجرافى الواصل لنصف سكان إيران.

ويبدو أن الأيام القادمة لن تشهد سياسة أمريكية أفضل من التى نشهدها. وعلى خلفية الخلافات الموجودة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى حول موقفها تجاه طهران، ورغبة الأوروبيين للاستثمار فى إيران وزيارة فيدريكا مورجينى ممثلة الاتحاد الأوربى  للعاصمة الإيرانية، فإن سياسة البيت الأبيض المستقبلية تجاه طهران سوف تكون الترقب والانتظار وتوقع المعجزة، وهذا ما يبرهن أهمية التحرك المحلى للدول التى تستهدفها طهران بسياساتها التوسعية، فمن الواضح أن اللوبى الإيرانى قطعت أياديه، وأن واشنطن انقلبت تماماً على اللوبى الإيرانى ونظام الملالى.